"الكلمة": رُؤى نجيب محفوظ وأمكنة محمود شقير

"الكلمة": رُؤى نجيب محفوظ وأمكنة محمود شقير

08 أكتوبر 2021
محمود شقير في صحيفة "الطليعة" بالقدس، 1994 (المتحف الفلسطيني)
+ الخط -

في مقالٍ له بعنوان "في حبّ نجيب محفوظ في ذكرى وفاته"، يستعيد الكاتب الجزائري إبراهيم مشارة محطّات ومراحل من تجربة الروائيّ المصري الراحل (1911 - 2006)، متوقّفاً عن علاقته بالسُّلطة السياسية في بلاده، وموقفه من القضية الفلسطينية.

صدر المقالُ ضمن قرابة عشرين مقالاً ودراسة ونصّاً تضمّنها العددُ 174 (تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021) مِن مجلّة "الكلمة" التي يرأس تحريرها الناقدُ المصري صبري حافظ.

بالنسبة إلى علاقة الروائيّ المصري بالسُّلطة، يَعتبر مشارة بأنَّ مِن "الخطأ القول بأنَّ محفوظ كان يداهن الحكّام وينافقهم، بدايةً بجمال عبد الناصر وانتهاءً بحسني مبارك"، مُضيفاً: "صحيحٌ أنّهُم كانوا جميعاً يُقدّرون عبقريته وعطاءه... ولكنّه لم يكفّ عن النقد بغرض لفت الانتباه بغية التصحيح والتعديل".

وبالنسبة إلى علاقة محفوظ بالقضية الفلسطينية، يشير الكتاب إلى مقولةٍ ليوسف إدريس يرى فيها أنَّ صاحب "بين القصرَين" (1962) حاز جائزة نوبل للآداب كمكافأة له عن موقفه من "إسرائيل"؛ مُعتبِراً أنَّ في ترديد المقولة "ظلماً لمحفوظ وعدم معرفة بمواقفه من القضية وتركيبته النفسية والفكرية"، مضيفاً: "لم تتزحزح القضية الفلسطينية عن لبّ تفكيره. ولكنّه فكّر فيها بالعقل لا بالعاطفة وحدها".

ويخلص إبراهيم مشارة، في نهاية المقال، إلى أنَّ "أسباب نجاح محفوظ ككاتب روائي عالمي تعود أوّلاً إلى الموهبة، ثم الكدح في تحصيل المعرفة، والإخلاص في الكتابة، والذكاء الذي جعله يُدرك الوقائع الاجتماعية في عمقها ويُحسن ربطها للوصول إلى خلفياتها النفسية والاجتماعية".

الصورة
مجلة الكلمة - القسم الثقافي

وتحت عنوان "محمود شقير وتلك الأمكنة التي لا ينساها"، كتب الناقد الفلسطيني نبيه القاسم عن الكاتب الفلسطيني محمود شقير (مواليد القدس عام 1941) في ذكرة ميلاده الثمانين؛ متناوِلاً أعماله وأفكاره، وموقع الجغرافيا الفلسطينية فيها، معتمداً، خصوصاً، على كتابه "تلك الأمكنة"، الصادر عن "دار نوفل" عام 2020، والذي سجّل فيه تفاصيل دقيقة عن أسماء وأماكن فارقة في مسيرته.

وعلى لسان صاحب "مديحٌ لنساء العائلة" (2015)، يتحدّث القاسم عن "أنبل ثلاث ظواهر في حياة محمود شقير"؛ أولاها الكتابة التي بدأها بخواطر وقصص ومقالات كتبها من المرحلة الثانوية ولم يتمكّن من نشرها سوى في عام 1962، وكان في الواحدة والعشرين من عُمره، في مجلّة "الأفق الجديد" المقدسية، وثانيتُها التعليم الذي بدأه عام 1959 في مدرسة قرية خربثا بني حارث واستمرّ على امتداد سبع وعشرين عاماً. أمّا الثالثة، فهي الانتماء إلى فكر اليسار؛ مِن خلاله انتسابه إلى "الحزب الشيوعي الفلسطيني" عام 1965.

وفي مقال بعنوان "إيتيقا الصراحة عند ميشيل فوكو: السموّ في الجرأة على قول الحقيقة"، تناولَت الباحثة التونسية، روضة المبادرة، مفهوم الصراحة عند المفكّر الفرنسي، باعتباره أحدَ الأهداف الأساسية للفلسفة والفيلسوف "في عالَم مترع بالمغالطات والأكاذيب والترّهات يتطلَّب جرأةً لا تقلّ عمّا يدعوه إدوارد سعيد بالمواجهة بين القوّة والحقيقة"، معتبرةً أنَّ الخطاب العربي لم يتناول هذا الموضوع بما يستحقّه مِن تمحيص.

من بين ما تضمّنه العددُ الجديد أيضاً، قراءات في عدد من الروايات العربية؛ هي: "هاوية المرأة المتوحّشة" لعبد الكريم ينينة، و"حكايات طرح النيل" للمصري السيّد نجم، و"غربة المنازل" لعزّت القمحاوي، و"الضوء الهارب" لمحمّد برادة، و"قارئة القطار" لإبراهيم فرغلي، إلى جانب قراءة في المجموعة القصصية "ورد الجليد" لأحمد الخميسي، وأُخرى في المجموعة الشعرية "تجارب ناقصة" لمنذر المصري، وثالثة في كتاب "في أثر عنايات الزيات" لإيمان مرسال. كما تضمّن العددُ حواراً مع الفنانة المغربية أميرة الصديقي، ومقالاً عن "الأدب الكندي المكتوب باللغة الإنكليزية" كتبه أشرف إبراهيم زيدان.

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون