"الفن والزمان": من تحية حليم إلى تامر سيد

"الفن والزمان": من تحية حليم إلى تامر سيد

04 ابريل 2021
(من أعمال تحية حليم)
+ الخط -

حتى الأول من الشهر المقبل، يتواصل معرض "الفن والزمان" في قرية حسن فتحي التراثية بمدينة الأقصر المصرية، الذي افتُتح الخميس الماضي بمشاركة أعمالٍ لخمسة فنانين تشكيليين مصريين من أجيال مختلفة، هم: تحية حليم (1919 – 2003)، وفتحي عفيفي (1950)، وعلياء الجريدي (1968)، ومحمد عبد الهادي (1977)، وتامر سيد (1982). 

يتضمّن المعرض الذي تنظمه "مؤسسة الفن من الناس وللناس" خمسة وعشرين عملاً، لـ"أربعة فنانين معاصرين، بالإضافة إلى بعض أعمال تحية حليم، التي تُعَدّ أحد رواد الحركة التعبيرية الحديثة في الفن المصري، خلال فترة الستينيات، والتي اشتهرت بتناولها لمفردات الثقافة النوبية، والنيل والمراكب الشراعية، وغيرها من الموضوعات التي قدمتها بشكل متفرد"، بحسب بيان المنظمين.

الصورة
(عمل لـ فتحي عفيفي، من المعرض)
(عمل لـ فتحي عفيفي، من المعرض)

وفي رحلتها الطويلة، استطاعت حليم توثيق التاريخ الاجتماعي المعاصر لمصر، والحياة الطبيعة حول نهر النيل، ضمن أسلوبها الغنائي وتدفّق ألوانها بتلقائية على سطح اللوحة الذي تمتزج عليه التلال المحيطة بالوادي ووجوه أبنائه السمراء وجدران البيوت، في ابتعاد عن أيّة تكوينات جاهزة لبناء عملها الفني.

من جهته، انشغل عفيفي منذ بداياته بتصوير العمّال المصريين في أعماله وهم يشتغلون في مؤسسات التصنيع والسد العالي ومصانع الحديد وغيرها من قطاعات العمل، ورغم تراجع هذه الثيمة في الفن التشكيلي المصرية، إلا أنه واصل تقديم رؤيته حول علاقة الإنسان الآلة التي ابتلعته واستوعبته وحوّلته إلى مجرد ملحق فيها، مهتمّاً بتلك الأجواء النفسية والبيئة القاسية بشكل أساسي.

الصورة
(عمل لـ علياء الجريدي، من المعرض)
(عمل لـ علياء الجريدي، من المعرض)

ويركز على تلك التفاصيل اليومية التي يعيشها العمال مع إبرازه للعديد من المفردات التي يستخدمونها من دون الانزالاق إلى تنميط سلوكياتهم وهيئتهم وصورهم بأسلوب فولكلوري، مع تقديمه خطوطاً قوية وألواناً صاخبة وإظهاراً للبعد الدرامي والحركي في المشاهد التي يرسمها.

أما الفنانة الجريدي، فتشكّل الطبيعة منبعاً أساسياً لفنها من خلال لجوئها إلى وسائط متعدّدة في التعبير عن أفكارها مثل الرسم بالأكريليك والتطريز اليدوي، في تتبع العنصرين الإنساني والحيواني والعلاقات بينهما في أعمال تجمع بين الواقع والبعد الأسطوري الغرائبي.

ويستند الفنان محمد عبد الهادي منذ معرضه الأول الذي أقامه سنة 2014 إلى النقوش في الحضارة المصرية القديمة، وكذلك فنون الحضارة الفارسية من خلال أعمال الحبر بالأبيض والأسود في رسمه لشخصيات بأسلوب المنمنمات وإظهاره للزخارف، بينما يقدّم الفنان تامر سيد يوميات من الحياة الشعبية ورسم الشخصيات ذات الملامح المصرية التقليدية في عوالم فانتازية وتكوينات لا تحاكي الواقع.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون