"الفن المعاصر في موريتانيا": مشهد وإحدى عشرة تجربة

"الفن المعاصر في موريتانيا": مشهد وإحدى عشرة تجربة

09 مارس 2022
(عمل لـ مامادو آن)
+ الخط -

يعيد الدارسون البدايات الحقيقية للفن التشكيلي في موريتانيا إلى سبعينيات القرن الماضي حيث ظهرت بعض المحاولات التي تبّنت الواقعية بشكل اساسي عبر رسم المناظر الطبيعية والبورتريهات، وعبّر عنها أول المعارض الجماعية في البلاد والذي سميّ بـ"معرض الانطلاقة" عام 1978.

في ذلك المعرض، شارك أربعة فنانين تشكيليين هم: عبد الودود الجيلاني الملقب بأبي المعتز، والمختار ولد البخاري المعروف بـ موخيس، وإبراهيم فال، ومامادو آن. ورغم تطوّر المشهد الفني وظهور العديد من الأسماء وتأسيس صالات العرض، خاصة في العقدين الأخيرين، إلا أن النحت والرسم والفوتوغراف لا تزال تهمين على معظم التجارب، حيث تندر الأعمال في مجالات أكثر حداثة.

"ذكريات متحركة: الفن المعاصر في موريتانيا" عنوان المعرض الذي افتتح في الرابع والعشرين من الشهر الماضي في "البيت العربي" بمدريد ويتواصل حتى منتصف أيار/ مايو المقبل، بالتعاون مع مؤسسة "كازا أفريقيا".

يُخصص المعرض للتجارب الموريتانية التي برزت خارج حدود البلاد، حيث يشارك فيه كلّ من مامادو آن الذي يستند إلى التراث الصوفي الإسلامي في أعماله كما يصوّر شخصيات ثقافية من بلدان غرب أفريقيا، وعمر بول الذي يعيد تدوير العديد من المواد الخام المستمدة من الجنوب الموريتاني؛ مسقط رأسه، في أعماله النحتية والإنشائية، وزينب شيا التي تهتمّ بعناصر من الثقافة العربية كالخط والقهوة والصمغ وورق الأرز.

الصورة
(عمل لـ داودة كوريرا، من المعرض)
(عمل لـ داودة كوريرا، من المعرض)

إلى جانب أعمال لفنانين آخرين منهم: داودة كوريرا، ومليكة دياغانا، وبشير مالوم، وصالح لو، والمختار سيدي محمد "مخلص"، وإيمي صو، ومحمد سيدي، وموسى عبد الله سيساكو.

يستكشف الفنانون المشاركون الطرق التي تتجلى بها الذكريات، سواء كانت شخصية أو جماعية أو ثقافية، من خلال عدد من اللوحات والصور الفوتوغرافية والتركيبات والمنحوتات التي تتكئ على عناصر رمزية ومرحعيات في الثقافة الشعبية مثل الشعر والتقاليد الشفوية الأفريقية والخط العربي والصيني والأمازيغي (تيفيناغ)، وحِرف الطوارق التقليدية، وغيرها من الأشياء المرتبطة بالحياة اليومية.

تتناول الأعمال المعروضة ثيمات متعدّدة منها البيئة، والهجرة، ووضع المرأة في المجتمع، والاختلاط الثقافي، والوباء الأخير الذي حلّ بالبشرية جمعاء، كما يقدّم "البيت العربي" على هامش المعرض مجموعة من الأفلام السينمائية مثل "في انتظار الرجال" (2007) للمخرجة السنغالية كاتي لينا ندياي و"في انتظار السعادة" (2002) للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون