"العمارة الجنائزية المعاصرة في مصر": معرض توثيقي

"العمارة الجنائزية المعاصرة في مصر": معرض توثيقي

16 يناير 2022
(مقبرة السيدة نفيسة لندى زين الدين، من المعرض)
+ الخط -

يقسّم المعماريون وعلماء الآثار والمؤرخون عمارة الموتى في مصر إلى حقبتين: الأولى تشمل الحضارة القديمة التي ارتبطت القبور فيها بالمعابد وتميّزت باستخدام الحجر في بنائها منذ عهد الأسرة الثانية، وشهدت تطوراً كبيراً تجسد باكتمال الشكل الهرمي كما يظهر في جميع المواقع الأثرية، بينما تمثّل الثانية المقابر الحديثة التي تعرف بضخامتها وتوزّعها على مجموعة من الحجرات الداخلية، إلا أنه جرى التخلي نهائياً عن الشكل الهرمي فيها.

"العمارة الجنائزية لمصر المعاصرة.. جبّانات القاهرة التاريخية" عنوان المعرض الذي افتتح عند السادسة من مساء أمس السبت في "مكتبة القاهرة الكبرى" بالعاصمة المصرية، ويتواصل حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

وأقيمَت على هامش المعرض ندوة تناولت الموضوع نفسه، بمشاركة أستاذة التخطيط العمراني جليلة القاضي، أضاءت على مفهوم العمارة الجنائزية وما يرتبط بها من قيم وما يواجهه من تحديات راهنة. كذلك تحدث أستاذ التاريخ حسام الدين إسماعيل عن  مدافن الصحابة وأولياء الله الصالحين والطرق الصوفية، بينما ركّز الباحث مصطفى الصادق على أعيان القرافة.

أقيم على هامش المعرض ندوة تناولت خطر الإزالة الذي يتهدّد مقابر مصرية عديدة

وسلطت المهندسة المعمارية علياء نصار الضوء على القرافة كتراث موصول، واستعرض المهندس طارق المري كيفية مواجهة التحديات التي تهدد جبانات القاهرة التاريخية والبدائل الممكنة، وناقش الباحث في التخطيط والتنمية العمرانية عمرو عصام خبير استراتيجية متكاملة للتنقل المستدام في القاهرة التاريخية.

يشارك في المعرض كلّ من المعماريين والباحثين علياء نصار، وميشيل حنا، سارة حسن، ومصطفى الصادق، وكريم بدر، وعمرو عصام، وداليا الشرقاوي، وجليلة القاضي، وندى زين الدين، وآلان بونامي بمجموعة من الصور الفوتوغرافية لعدد من الجبانات التاريخية في القاهرة.

توثّق بعض الصور القرافتين الصغرى والكبرى، وهما امتداد عمراني متشعب من المدافن الممتدة من شرق القاهرة الحديثة إلى سفح القلعتين، حيث تقع المقابر المعروفة الآن بمقابر السيدة نفيسة، ومقابر السيدة عائشة وتفريعاتها، وهذه المقابر المعروفة في وثائق التراث العالمية باسم مدينة الموتى، مسجلة بكاملها على قائمة التراث العالمي، ويعود تاريخها إلى نهايات القرن السادس الميلادي.

العديد من هذه المقابر التاريخية تواجه خطر إزالتها ضمن خطط حكومية لتوسعة مرورية جديدة في القاهرة، ما دعا مجموعة من أساتذة العمارة بكليات الهندسة والفنون الجميلة في بعض الجامعات المصرية، وبعض الشخصيات العامة، إلى إطلاق حملة تستهدف وقف عمليات الإزالة.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون