"الصمت البليغ": استعادة محمد سالم في الإسكندرية

"الصمت البليغ": استعادة محمد سالم في الإسكندرية

24 يونيو 2022
عمل لمحمد سالم يستعيد فيه رسومات فرعونية
+ الخط -

لم يتبعْ رحيلَ الفنّان المصري محمد سالم، في نهاية نيسان/ أبريل الماضي، كثيرٌ من النعوات والخطابات الرسمية المعتادة إثر رحيل شخصية ثقافية بارزة. ولولا بيانٌ مقتضب من نقابة الفنّانين التشكيليين المصريين، ونعواتُ أصدقاء الفنّان وتلاميذه على مواقع التواصل الاجتماعي، لبقي خبر رحيله (1940 ــ 2022) أمراً عائلياً.

لكنّ قلّة الحضور في الإعلام، وقلّة الاهتمام الرسمي، كانا رغم ذلك متناسقين مع ما عرفه الفنّان طيلة حياته، حيث ظلّ اسمه حبيس مدينته، الإسكندرية، التي وُلد ودرس في كلّية الفنون الجميلة فيها، قبل أن يتخصّص في فنّ الفسيفساء بـ"أكاديمية الفنون" في رافينا بإيطاليا (1983)، ويعود بعدها ليدرّس في كلّية الفنون بجامعة مدينته.

مدينتُه نفسها تعود لتحتفي به بعد شهرين من رحيله، من خلال معرض استعادي افتُتح في "مكتبة الإسكندرية" أوّل من أمس الأربعاء، ويستمرّ حتى الرابع من تمّوز/ يوليو المقبل، تحت عنوان "محمد سالم: الصمت البليغ".

الصورة
من أعمال محمد سالم
من أعمال محمد سالم

يضمّ المعرض أعمالاً من مختلف المراحل التي مرّت بها تجربة الفنان، التي بدأت مع التجريد في السبعينيات، قبل أن يلتفت تماماً إلى فنّ التصوير الجداري وتعشيق الزجاج في الثمانينيات، حيث تحوّل في العقدين التاليين إلى أحد أبرز الفنانين المُشتغلين فيهما بمصر.

الصورة
محمد سالم
محمد سالم

ويجمع محمد سالم في جدارياته ولوحاته الفسيفسائية بين المصادر المصرية القديمة، حيث الرسومات والحفريات المتقشّفة على حجر يحافظ على سطوحه المنبسطة، وبين النظرة التي التقطها خلال دراسته في رافينا الإيطالية، المعروفة بمحافظتها على نسَق بيزنطي من الفسيفساء، حيث الميل إلى تدريج الحجارة في طبقات، وتكعيبها، واللجوء إلى مروحة واسعة من الألوان.

المساهمون