"الصالون الوطني للمتاحف": محاولة اقتراب

"الصالون الوطني للمتاحف": محاولة اقتراب

02 يوليو 2021
("متحف الفن والتاريخ" في تلمسان)
+ الخط -

مثل مجالات المسرح والسينما والكتاب، كان للمتاحف الجزائرية نصيبها من الأضرار الناجمة عن انتشار جائحة كورونا التي فرضت إغلاقاً يكاد يستمر منذ أزيد من سنة ونصف، ليزيد مِن خسائر القطاع الذي يبدو غير مربح في الأصل، بسبب عزوف الجزائريين عن ارتياد المتاحف.

وعلى غرار عددٍ من المؤسسات الثقافية التي تحوّلت إلى العالَم الافتراضي، في محاولةٍ لإيجاد فضاءات بديلة لممارسة النشاطات الثقافية، وجدَ القائمون على قطاع المتاحف والآثار في هذا الفضاء بديلاً أيضاً؛ حيث عمدوا، العام الماضي، إلى تنظيم بعض الندوات والزيارات الافتراضية إلى المتاحف والمواقع الأثرية، غير أنَّ ذلك لم يستمرّ طويلاً.

في هذا الظرف المستمر إلى أجل غير مسمّى، تأتي فعاليات الدورة الخامسة من "الصالون الوطني للمتاحف"، التي تحتضنها مدينة تلمسان، غرب الجزائر، على مدار يومَين (أمس الخميس واليوم الجمعة)؛ إذ يبدو تنظيمها في شاطئ مرسى بن مهيدي، بالتزامُن مع انطلاق موسم الاصطياف، محاولةً للوصول إلى جمهورٍ أكبر، قد لا يكون ضمن مرتادي المتاحف التقليديّين.

تشهد الدورة، التي يُنظّمها "المتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية" تحت شعار "المتاحف الوطنية تزور عاصمة الزيانيّين"، مشاركة عشرين متحفاً من مدن جزائرية مختلفة، مثل سطيف وتبسة والجزائر العاصمة ووهران وخنشلة والشلف وقسنطينة وتيبازة والمدية والمنيعة، إضافة إلى عدد من متاحف تلمسان ومؤسساتها الثقافية؛ مثل "متحف الخط الإسلامي"، و"متحف الفن والتاريخ"، وفرع "المركز الوطني للمخطوطات"، و"المركز التفسيري للباس التقليدي"، و"مركز الفنون والمعارض"، و"مكتبة المطالعة العمومية محمد ديب".

تنقسم التظاهرة إلى شقين: يتضمن الأول عرض قطع أثرية ومخطوطات وصور وألبسة ومنتجات تقليدية وإضاءة على طُرق عمل المتاحف وأدوارها، بينما يتضمن الثاني ورشات تدريبية حول ترميم القطع الأثرية الزجاجية، والرسم والتلوين، والترميم، والنحت على الحجر، وتشكيل الفسيفساء، وحفظ المقتنيات الأثرية.

تهدف التظاهرة، بحسب منظّميها، إلى "تبادُل الخبرات في مجال الحفظ والصيانة والترميم، وتقريب المتاحف من المجتمع، والترويج السياحي للمنتوجات الحرفية". غير أنَّ الملاحظ هو تخصيص مساحة زمنية ضئيلة لها، وغياب أيّ ندواتٍ نقاشية عنها، بما فيها تلك التي تناقش واقع ومستقبل المتاحف في ظلّ الوباء.

المساهمون