"السلطة الأنثوية": ثمانية آلاف عام من الحضور الروحاني

"السلطة الأنثوية": ثمانية آلاف عام من الحضور الروحاني

25 مايو 2022
جزء من عمل بعنوان "الخلق" لـ جودي شيكاغو، 1985 (من المعرض)
+ الخط -

يحاجج العديد من الباحثين بأن التمثال ــ الذي يصوّر امرأة ممتلئة الجسد تجلس على العرش ويحيط بها نمران كبيرا الحجم ــ ليس لإلهة كما حاول البعض تخيّل ما أُطلق عليها "المجتمعات الأمومية"، إذ تحيل الاكتشافات الأثرية المتتالية لتلك الحقبة إلى وجود مجتمع تحقّقت فيه المساواة المطلقة بين الجنسين، بحسب المنحوتات التي تظهر تشابهاً كبيراً في تجسيدهما إلى حدّ التطابق.

حتى الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، يتواصل في "المتحف البريطاني" بلندن معرض "السلطة الأنثوية: إلإلهي إلى الشيطاني" الذي افتُتح في التاسع عشر من الشهر الجاري، ويضيء التأثير الأنثوي الروحاني في الثقافات القديمة.

يطرح المعرض أسئلة حول رؤية التقاليد المختلفة إلى مفهوم الأنوثة، وكيفية النظر إلى المرأة التي جسدتها شخصيات مبجّلة وأُخرى مشيطنة لأكثر من ثمانية آلاف عام، فتارة كانت ترمز إلى الحكمة والعدالة والرحمة والعاطفة، وتارة أُخرى تشير إلى الرغبة في الحرب والقتال.

سبعون عملاً يفكّك الصور النمطية التي سادت حول معنى المؤنث

صور مشتركة بين المجتمعات البشرية في مناطق جغرافية متباعدة وأزمنة غير مترابطة، يسعى المنظّمون إلى التأكيد عليها من خلال الأعمال المعروضة، حيث الثعابين في قطع أثرية حديثة تنتمي إلى ممالك تأسست في الغرب الأفريقي بعد القرن العاشر الميلادي، تتشابه مع تمثّلاتها في حضارات أقدم في الأميركيتَيْن أو في التقاليد المسيحية الأوروبية.

يتتبّع الزائر ثلاثة أشكال مميّزة تعكس بُعداً حسّياً إيروتيكاً في النحت أو الرسم، في منحوتة "ملكة الليل البابلية" التي تصوّر عشتار، وتمّ تنفيذها في حوالي 1750 قبل الميلاد، وكذلك في منحوتة فينوس الرومانية التي تعود إلى القرن الأول الميلادي، وأخيراً في رسومات تظهر الإلهة الهندوسية رادها، من القرن الثامن عشر في الهند.

ورغم تكرار المقولات حول اضطهاد المرأة في العديد من الديانات والفلسفات، إلّا أن المعرض يتضمّن نماذج لنساء مؤثّرات في مواقع القيادة السياسية والعسكرية وذوات مكانة اجتماعية وروحية على مرّ العصور، سواء في البوذية أو الثقافات الوثنية في أوروبا أو حضارات الشرق الأدنى أو لدى شعوب المايا والأزتيك.

كما تتعدّد صورة المرأة في داخل كلّ حضارة حيث يُعرض تمثال سخمت؛ الإلهة التي قدّمتها الميثولوجيا المصرية كسيّدة عظيمة برأس لبُؤة جالسة على العرش أو واقفة، وهي تمتلك الذكاء وتقود الجيوش وتبيد البشر، والتي تختلف تماماً عن إيزيس إلهة الخصب والجمال والضوء، ذات الرأس البشري، أو باست، الإلهة التي تمتلك رأس قطة وتمنح المحبة والنعمة والقوّة أيضاً.

أكثر من سبعين قطعة أثرية ورسومات قديمة وحديثة يتضمّنها المعرض الذي سينتقل في جولات مقبلة إلى أستراليا وإسبانيا، ومن شأنه أن يعيد النظر في صور نمطية عديدة سادت في التاريخ الإنساني حول معنى "المؤنّث" وحدّدته بشكل متقابل ومضادّ لـ"المذكّر".

المساهمون