"الديمقراطية": تجديد محاولات التأصيل

"الديمقراطية": تجديد محاولات التأصيل

23 مايو 2021
غسان عائب/ العراق
+ الخط -

مثّلت الديمقراطية شعاراً اساسياً رفعته الأنتلجنسيا العربية لعقود، وقد بدا أن موجة الانتفاضات الشعبية التي جدّت في 2011 ثم في 2019 ضمن موجة ثانية في الجزائر والعراق ولبنان والسودان، قد فتحت الأبواب لتحقّقها على أرض الواقع، غير أن تتالي الخيبات العربية في التجارب الديمقراطية بات يدعو إلى فهم أعمق لهذا النمط السياسي.

في هذا السياق، صدر مؤخراً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" كتاب "الديمقراطية: طوق نجاة للمجتمعات والدول العربية" للباحث علي خليفة الكواري، وهو عمل يدرس فيه واقع الديمقراطية في العالم العربي من زوايا متنوّعة ضمن ثمانية عشر فصلاً يحتويها الكتاب.

يعود المؤلّف إلى عقود ماضية حيث يشير إلى أن مسألة الديمقراطية باتت من أكثر القضايا المحورية في العالم العربي بعد أن فشلت الأنظمة في تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية وفي حفظ كرامة الإنسان وتأمين شروط العيش الكريم والأمن الاجتماعي له، أو في ممارسة حقّه في المشاركة في رسم السياسات العامة، وتزايد مظاهر البطالة والفقر والفساد وتركُّز الثروة في أيدي شريحة ضئيلة متحكمة على حساب الأكثرية الساحقة من أبناء الشعوب العربية.

يقدّم الكتاب إضاءة على مجموعة من المفاهيم المتداخلة بالديمقراطية، مثل المواطنة وحقوق الإنسان، كما يرصد أهمّ التحديات التي تواجه المجتمعات العربية في سعيها لتحقيق الديمقراطية باعتبارها خياراً لا بديل عنه، ليس فقط كمدخل للإصلاح داخلياً بل أيضاً للانسجام مع المجتمع الدولي.

الصورة
الديمقراطية

يمكن أن ندرج هذا العمل ضمن ما يُعرف بـ"دراسات الديمقراطية" التي تعرف رواجاً في السنوات الأخيرة ليس في العالم العربي وحده بل في العالم برمّته، وإن كانت أسباب هذا الاهتمام مختلفة، حيث نجد محاولةَ تأصيل في سياق الثقافة العربية، فيما نقف أمام محاولة إعادة بناء في الغرب، خصوصاً مع ظهور الكثير من الثغرات في الأنظمة الديمقراطية، لعلّ أبرزها صعود الشعبويين للسلطة من خلال قواعد اللعبة الديمقرطية.

المساهمون