"الجزائر 1962" لمليكة رحّال: تاريخٌ شعبي للاستقلال

"الجزائر 1962" لمليكة رحّال: تاريخٌ شعبي للاستقلال

09 يوليو 2022
مليكة رحال (تصوير: كارلوت كيبس)
+ الخط -

في تمّوز/ يوليو 1962، استعادت الجزائر استقلالها من الاستعمار الفرنسي الذي استمرّ 132 سنة. محطّةٌ أولتها الكتابات التاريخية اهتماماً كبيراً، لكنّ جلّ ما كُتب في هذا السياق انشغل بالأحداث السياسية والعسكرية التي تُشكّل ما يمكن تسميته "التاريخ الكبير"، بينما نادراً ما جرى الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تمسّ حياة الناس العاديّين.

هذه الفجوة يُحاول سدَّها كتابٌ جديد للباحثة والأكاديمية الجزائرية مليكة رحّال (1974) صدر حديثاً عن "منشورات البرزخ" تحت عنوان "الجزائر 1962: تاريخٌ شعبي"، وفيه تُعيد رسم صورة عن سنة 1962 في الجزائر كما عاشها المواطن العادي، بالاعتماد على أرشيفات تتنوّع بين مقالات صحافية ومراسلات لدبلوماسيّين وموظّفين دوليّين، إضافةً إلى كتب تاريخية.

يدور الكتاب في فضاء زماني مُحدَّد، يبدأ في كانون الثاني/ يناير 1962 وينتهي في كانون الأوّل/ ديسمبر من السنة نفسها، والتي شهدت ثلاثة أحداثٍ تعتبرها الكاتبةُ فارقةً؛ وهي إعلان وقف إطلاق النار في آذار/ مارس، وإعلان الاستقلال في تمّوز/ يوليو، وتشكيل أوّل حكومة جزائرية بعد الاستقلال في تشرين الأوّل/ أكتوبر.

الصورة
الجزائر 1962 - القسم الثقافي

مُستندةً إلى عدد من الدراسات والشهادات، تتطرّق رحّال، في هذا الكتاب، إلى جملة من المسائل والقضايا التي ميّزت تلك السنة؛ مثل العمليات الإرهابية التي قامت بها "منظّمة الجيش السرّي" الفرنسيةُ الرافضة لاستقلال الجزائر، وتنصيب لجان الأحياء وممثّلي "جبهة التحرير الوطني" ومراكز العلاج، وتنظيم عودة اللاجئين والمحبوسين والمقاتلين وترحيل قرابة أربعين بالمئة من الجزائريّين الذي وُضعوا، خلال الفترة الاستعمارية، داخل ما يُسمّى "مراكز التجميع".

كما تتطرّق إلى أوّل عمليةٍ لإعادة تسمية الأحياء في العديد من المدن الجزائرية بالموازاة مع إنشاء البلديات في خريف 1962؛ حيث حلّت أسماءُ شهداء جزائريّين محلّ الأسماء الفرنسية، مُعرّجةً على جملة من التحدّيات التي واجهتها الدولة الوليدة؛ مثل الأمن الغذائي، والسكن، وإزالة الألغام، وإعادة تشغيل المصانع، وتكوين المعلّمين والأطبّاء والمهندسين.

يُذكَر أنّ مليكة رحّال باحثةٌ متخصّصة في تاريخ الجزائر المعاصر، وهي مديرة "معهد تاريخ الوقت الحاضر" في "جامعة باريس 8". ومن مؤلّفاتها الاُخرى: "علي بومنجل: قضية فرنسية، تاريخ جزائري" (2010)، و" الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ومساهمته في تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية" (2017).

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون