"التفكير في التاريخ، التفكير في الإسلام": مراجعات هشام جعيّط

"التفكير في التاريخ، التفكير في الإسلام": مراجعات هشام جعيّط

31 مارس 2021
جعيّط في بورتريه لـ أنس عوض (العربي الجديد)
+ الخط -

من السهل توزيع مؤلفات هشام جعيّط (1935) بين مجالين؛ التاريخ والفكر، في الأول نجد أعمالاً مثل: "الكوفة: نشأة المدينة العربية الإسلامية"، و"تأسيس الغرب الإسلامي"، وثلاثية "في السيرة النبوية"، و"الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر". وفي الثاني نجد كتباً مثل: "أزمة الثقافة الإسلامية" و"أوروبا والإسلام: صدام الثّقافة والحداثة"، و"الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي".

في كتابه الأخير، "التفكير في التاريخ، التفكير في الإسلام"، يبدو جعيّط وكأنه قرّر الجمع بين الفضاءين اللذين يتحرّك بينهما. العمل صدر بالفرنسية - وهي اللغة التي كتب بها معظم أعماله وأشرف بنفسه على ترجمتها لاحقاً - عن منشورات "سيريس" في تونس.

من المواضيع التي يتناولها العمل أثرُ التنقّلات البشرية في صناعة التاريخ، من هجرات وغزوات وترحيل، كعناصر لا يمكن للمؤرّخ أن يغفل عنها لفهم تغيّرات تحدث في البنى الاجتماعية وأنماط السلوك ومسارات الأحداث. 

كما يعود جعيّط إلى علاقات الشرق والغرب، وهو موضوع شغله في أعمال سابقة، ومن خلاله يتناول المسألة الدينية، عبر فهم تشكّل صورة الإسلام في الغرب وصورة المسيحية في الشرق.

يبدو الكتاب مثل أخذ مسافة من عدة انشغالات اهتمّ بها هشام جعيّط طوال مسيرته، هو في العمل  أقرب إلى أدوات الفلسفة بنزعته الفاحصة، منه إلى أدوات المؤرّخ، بل يبدو وكأنه يحاول أن يضع هذه الأخيرة موضع سؤال. 

الصورة
التفكير في التريخ

وكما في معظم مؤلفاته الأخرى، يجعل المؤرّخ التونسي من كتاب "التفكير في التاريخ، التفكير في الإسلام" حواراً مع مفكّرين وباحثين تقاطعوا مع الموضوعات التي يتناولها. وهو معنى آخر من معاني الفحص التي من المفترض أن يتحلّى بها المؤرخ والمفكّر على حد سواء، فلا معنى لنتائج علمية نطمئنّ لها ولا نعرّضها إلى أسئلة الآخرين.

المساهمون