"الأيام المسرحية للجنوب": في مهبّ الاعتراضات

"الأيام المسرحية للجنوب": في مهبّ الاعتراضات

15 ديسمبر 2021
(من دورة 2019)
+ الخط -

بعد مرور أكثر من عشر سنوات على تأسيسها، لا تزال "الأيام المسرحية للجنوب" تفتقد إلى تصوُّر تنظيمي واضح. تُعرِّف التظاهُرةُ نفسَها بأنّها "فضاءٌ لاستكشاف التجارب المسرحية في الجنوب وإبراز التراث الشعبي المحلّي". لكن عدا هذا التعريف الذي يُحدّد هويتها كتظاهُرة متخصّصة في عرض الأعمال المسرحية المنتَجة في مُدن الجنوب الجزائري، وهو تعريفٌ ينبني على تقسيم جغرافي لا غير، لم يستقرّ منظّموها على مكانٍ وتاريخ ثابتَين لها.

تأسَّست التظاهُرة، التي يُنظّمها "المسرح الوطني الجزائري"، عام 2008، وجرى تنظيمُ عددٍ من دوراتها في جنوب البلاد، قبل أن يتقرّر تحويلُها إلى الجزائر العاصمة ضمن تصوُّر بدا منطقياً، يتمثّل في جعلها مساحةً لإيصال "مسرح الجنوب" إلى الشمال، لكنّها عادت إلى الجنوب مُجدّداً هذا العام؛ حيثُ تُنظَّم دورتُها العاشرة، التي تنطلق عند الرابعة (بالتوقيت المحلّي) من مساء اليوم الأربعاء وتستمرُّ حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، في مدينة الجلفة.

على خلاف التظاهُرات المسرحية التي يجري الإعلان عنها قبل أسابيع من انطلاقها، لم تُعلن إدارة "المسرح الوطني" عن الدورة الجديدة سوى في العاشر من الشهر الجاري، أي قبل خمسة أيّام فقط من موعد تنظيمها، وهو ما أثار استياء عددٍ من مسرحيّي الجنوب الذين أعلن عددٌ منهم عن مقاطعة التظاهُرة، معتبرِين، في بيان لهُم، أنَّ الفترةَ لا تكفي للتحضير الجيّد للعروض المسرحية المشارِكة، ولا تضع في الحسبان البُعد الجغرافي لمدُن الصحراء التي تبعُد الواحدة عن الأُخرى بمسافة 600 كيلومتر على الأقلّ، وهو ما يُصعّب من تنقُّلهم لحضور التظاهُرة.

تُشارك في الدورة الجديدة سبعة أعمال مسرحية تُعرَض في "دار الثقافة أحمد بن بوزيد"؛ هي: "تنيسم" لـعبد القادر رواحي من "جمعية الفنون الدرامية" في أدرار، و"إنغوما" لـدريس بن حديد من "جمعية النسور" في تندوف، و"ديك المزابل" لأنور اسم الله من "جمعية ابتسامة للمرح والغناء" في ورقلة، و"صهد" لعيسى حديد من "جمعية آفاق الجزائر الثقافية" في الأغواط، و"حكاية من زمن el-guerra" لهارون الكيلاني من "مسرح الجلفة الجهوي"، و"في عالم الحيوانات" للحبيب مجاهري من "جمعية روافد الفن والمسرح" في بشار، و"صديق الحياة" لمداني قطشة من "جمعية الإشراق لنشاطات الشباب" في الجلفة.

تتضمّن التظاهُرة، أيضاً، معرضاً توثيقياً حول "الفرقة الفنّية لجبهة التحرير"، وآخر بعنوان "عمالقة المسرح الجزائري"، إلى جانب ندوة حول الأعمال الفائزة في "جائزة مصطفى كاتب الدولية للدراسات حول المسرح الجزائري"، وندوة حول "ورشة الكتابة المسرحية لمسرح الجنوب"، وورشة في "المسرح الإذاعي" يُقدّمها الممثّل عبد النور شلوش، واُخرى في "مسرح الاحتياجات الخاصّة" يُقدّمها المخرج جمال قرمي.

المساهمون