"استوديو الفنان"... خلال قرنٍ مضى

"استوديو الفنان"... خلال قرنٍ مضى

28 فبراير 2022
(منزل الفنانة الكندية مود لويس، من المعرض)
+ الخط -

تعود بدايات ظهور تلك المساحة التي يمارس فيها الفنان نشاطَه إلى القرن السابع عشر، بعد أن كان الفنانون يذهبون إلى ورشات عمل مفتوحة تضمّ مكاناً لتعليم الرسم وصالة للعرض أيضاً، تحت رعاية المقتنين والتجّار. فبعد أن هيمنت الكنيسة على الفنّ لقرون طويلة، ظهرت غُرَف خاصّة للعمل والدراسة، حيث اندمج فعل التأمّل في عملية الرسم نفسها.

"قرن من استوديو الفنان: 1920 - 2020" عنوان المعرض الذي افتُتح مساء الخميس الماضي في "غاليري وايت تشابل" بلندن ويتواصل حتى الخامس من حزيران/ يونيو المقبل، ويضمّ مجسّمات لقرابة مئة استوديو لثمانين فناناً من جميع أنحاء العالم، يمثّلون مختلف الاتّجاهات الفنية.

يُعيد المنظّمون بناء استوديوهات عدد من الفنانين، حيث تُعرض غرفة نوم الفنان الفرنسي هنري ماتيس في مدينة نيس بكافّة متعلّقاتها والنقوش والرسوم على جدرانها، وكذلك الديكورات والتحف الخشبية في استوديو الفنان الألماني كورت شفيتزر، والكشك الصغير الذي نفّذ فيه الفنان الفلبيني روبرتو شابيت معظم منحوتاته المفاهيمية، والاستوديوهات السرية التي يمتلكها العديد من الفنانين في إيران.

يضمّ المعرض قرابة مئة استوديو لثمانين فناناً من جميع أنحاء العالم

كما يُعرض استوديو الرسم الخاص الذي ابتكره الفنان النمساوي إيغون شيله خلال خدمته كمجنّد في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الأولى، ويشاهد الزوّار سرير الفنانة المكسيكية فريدا كالو التي رسمت، وهي ترقد مريضة فوقه، العديد من لوحاتها، إلى جانب مقتنيات من "قصر فوفنارغ" الفرنسي الذي أقام فيها الفنان الإسباني بابلو بيكاسو فترة من حياته.

يشتمل المعرض على لوحات ومنحوتات وتركيبات وأفلام تصوّر الاستوديو على أنه عمل فنّي، ويقدّم توثيقاً لاستوديوهات الفنانين من قِبَل المصوّرين وصانعي الأفلام المعروفين عالمياً، مع توضيحات حول علاقة كلّ مكان أقام فيه الفنانون بأفكارهم حول الفن والسياسة والمجتمع خلال المحطّات الأساسية التي عاشوها.

في إحدى الصور المعروضة، يظهر الفنان الروسي ألكسندر رودشينكو عام 1925، وهو يصنع تركيبات ضوئية في الاستوديو الخاصّ به في موسكو، وتجلس فنانة التجريد الأميركية هيلين فرانكنثالر فوق لوحة لها في صورة ثانية، وصولاً إلى الاستوديو الخاص بالفنان الفوتوغرافي جوزيف سوديك خلال الاحتلال النازي لمدينته براغ.

تُعرض أيضاً أستوديوهات فنانين آخرين مثل مود لويس من كندا، وفيليسيا أبان من غانا، وآي ويوي ولي يوان تشيا من الصين، وكيم ليم من سنغافورة، وليزا برايس من جنوب أفريقيا، وروتيمي فاني كايود من نيجيريا، وأنور جلال شمزا من باكستان، وألينا زابوتشنيكوف من بولندا، وفيلهلمينا بارنز غراهام من بريطانيا، وكيري جيمس مارشال من الولايات المتّحدة.

المساهمون