"أنت تراني، أنت لا تراني": في تجاوز الفن للواقع

"أنت تراني، أنت لا تراني": في تجاوز الفن للواقع

15 اغسطس 2022
(عمل لـ أسماء مجدي، من المعرض)
+ الخط -

في نهاية القرن التاسع عشر، أطلق الفنان الفرنسي إدغار ديغا (1834-1917) مقولته "الفن ليس ما نراه، بل ما نجعل الآخرين يرونه"، التي تشير إلى تجاوز الفن وظيفته كوسيلة للترفيه إلى التأثير في مشاعر المتلقّي وتغيير الطريقة التي يرى بها الأشياء من حوله.

شكّلت هذه المقولة نقطة أساسية في التفكّر في معنى الفن وأدواره، ويستعيدها معرض "أنت تراني.. أنت لا تراني" الذي افتتح في الثاني من الشهر الجاري في "غاليري إيزل آند كاميرا" بالقاهرة، ويتواصل حتى نهايته بمشاركة اثني عشر فناناً وفنانة من مصر.

يتضمّن المعرض أعمالاً تجمع وسائط مختلفة مثل التصوير والنحت والرسم، كما تراوح بين أساليب متعددة في صوغ العمل الفني، في محاولة لإضاءة التمييز بين التفسير الأوليّ لما تبصره العين والذي يختلف عن الحقيقة، حيث العنصر في اللوحة لا يتماثل مع العنصر نفسه في الواقع مهما بلغ وجه التشابه بينهما.

(عمل لـ شيماء كامل، من المعرض)
(عمل لـ شيماء كامل، من المعرض)

من بين المشاركين الفنان علي سالم بمنحوتتين مطليتين بالأحمر، ويصوّر في الأولى فتاة راقصة تمتطي جسد ثو، بينما العمل الثاني يتكوّن من سبع قطع منفصلة تمثل كل واحدة منها جسداً أنثوياً بأسلوب مجرد وحركة مغايرة عن الأخرى، بينما تذهب الفنانة هبة أمين في لوحاتها التي تنزع نحو التجريد إلى استحضار ذكريات وأفكار وملاحظات الحياة اليومية التي تتشابك في كل لوحة.

يستخدم الفنان وليد طاهر ألوان الأكريليك على القماش في تنفيذ عدد من اللوحات بأحجام مختلفة، موظّفاً عناصر أساسية لا تغيب عن لوحته التي تعود إلى عوالم طفولية التي يستمدّها من تفاصيل الحياة اليومية لكنه يوظّفها على نحو درامي، وكذلك الخطوط والرموز العشوائية التي تتم كتابتها على الجدران، كعنصر رئيسي، ويضيف إليها مزيداً من التأثيرات اللونية.

ومن سلسلة "السائرون نياماً"، تختار الفنانة أسماء خوري التي تتناول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا على علاقاتنا وحياتنا اليومية، وكيف أصبحت تتحكم بالبشر وتسيّرهم في عالم افتراضي يسرق العمر بالثواني والدقائق والساعات...

كما يشارك في المعرض الفنانون: أسماء مجدي، وحسام السيد، وحنفي محمود، ومحمد بسيوني، ونيفين حمزة، ووئام المصري، ومحمد طمان، وشيماء كامل.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون