"أضواء لبنان": في تأسيس الفن التشكيلي

"أضواء لبنان": في تأسيس الفن التشكيلي

06 سبتمبر 2021
(من أعمال شفيق عبود، من المعرض)
+ الخط -

ترتبط بدايات التشكيل في لبنان بالمحاولات الجدية التي قدّمها فنانون من أمثال حبيب سرور، وخليل الصليبي، وفيليب موراني، وجبران خليل جبران، وداود قرم في رسم المناظر الطبيعية متأثرين بمحيطهم منذ نهاية القرن التاسع عشر، وكان لهم تأثيرهم الواسع في الأجيال اللاحقة.

"أضواء لبنان.. الفن الحديث والمعاصر منذ عام 1950 إلى اليوم" عنوان المعرض الذي يفتتح الثلاثاء، الحادي والعشرين من الشهر الجاري، في "معهد العالم العربي" بباريس، ويتواصل حتى الثاني من كانون الثاني/ يناير 2022.

يشير المنظّمون إلى أن المعرض ينطلق بعد مرور حوالي عام على انفجار الرابع من آب/ أغسطس الذي دمّر ميناء بيروت، في سعي منهم للإضاءة على حيوية ومرونة المشهد الفني اللبناني، من خلال استعادة أعمال رواده وصولاً إلى عرض أحدث الإنتاجات الفنية لفنانين معاصرين.

الصورة
(من أعمال إيتيل عدنان، من المعرض)
(من أعمال إيتيل عدنان، من المعرض)

تُعرض أعمال متعدّدة الوسائط تشتمل على لوحات ورسومات وصور فوتوغرافية ومنحوتات تغطّي أكثر من سبعة عقود، شهد خلالها لبنان العديد من المحطّات والأحداث السياسية البارزة منها استقلاله، مروراً بالحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد على مدار خمس عشرة سنة، وانتهاء بالأوضاع الراهنة.

يعود المعرض إلى تجربة شفيق عبود (1926 – 2004) الذي لا تزال أعماله حاضرة، سواء في سلسلة المقاهي الشعبية البيروتية التي رسمها مطلع التسعينيات أو في التجريد الذي يشكّل معادلاً بصرياً لرؤيته للجبل حيث عاش طفولته هناك، وللمدينة التي سكنها معظم فترات حياته.

لا تغيب عن المعرض إيتيل عدنان (1925) باستحضارها زرقة البحر في لوحاتها الزيتية، والقمر الذي تختزله بدائرة تتكرّر أيضاً مع غيرها من الإشارات والرموز، إلى أعمال طباعة وخزف وسجاد وقطع النسيج التي اشتغلت عليها منذ بدأت تدريس فلسفة الفن وعلم الجمال في الولايات المتحدة نهاية خمسينيات القرن الماضي.

الصورة
(من أعمال بول غيراغوسيان، من المعرض)
(من أعمال بول غيراغوسيان، من المعرض)

أما صليبا الدويهي (1915 – 1994)، فعُرف بانطباعيته في تصوير مشاهد من الريف اللبناني منذ بداياته التي التزم فيها بقواعد التشريح الأكاديمية، ثم رسمه المناظر الطبيعية والمعمار الكنسي، منتقلاً منها إلى مرحلة مزج فيها بين التعبيرية والتجريد، حتى هيمن التجريد على لوحاته.

في لوحات الفنان اللبناني الفلسطيني بول غيراغوسيان (1926 - 1993) ذي الأصول الأرمنية، كانت الأيقونات المسيحية مرجعاً أساسياً في تجربته، وهو الذي نشأ في البلدة القديمة بالقدس، ثم تتبّع حركة الناس البسطاء في الشارع والعمّال، وكذلك حالات الأم وارتباطها العاطفي بأطفالها وأسرتها.

يتضمّن المعرض أيضاً لوحات حسين ماضي (1938) بأعماله الموزّعة بين الرسم والحفر والنحت، وغيرها من تقنيات الفريسكو والموزاييك والطباعة، واهتمامه بالتفاصيل في تصويره الطبيعة كتباينات الضوء وما تعكسه السماء والغيوم العابرة على الأرض وحركة رؤوس أشجار النخيل مع اتجاهات الريح.

إلى جانب أعمال أسادور بزدكيان (1943) وشوقي شوكيني (1946) وزاد ملتقى (1967) وهالة متى (1970) وهبة كلش (1972) وزينة عاصي (1974) وأيمن بعلبكي (1975) وتغريد درغوث (1979) وآخرين.
 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون