"أصداء من لبنان": فنّ يرصد الانهيارات
في معظم المحطّات الصعبة التي عاشها لبنان منذ استقلاله، كان الفن الشاهد الأوّل عليها وربما الأصدق في بلدٍ تختلف قواه السياسية على جميع الأحداث والشخصيات والظواهر التي شهدها تاريخه الحديث، حيث شكّلت السينما والفوتوغراف مثالَيْن حيّين في توثيقهما للحرب الأهلية التي استمرّت نحو خمسة عشر عاماً.
لكنّ السنوات الأخيرة تبدو الأكثر مرارة، مع تراكم الأزمات، ومنها انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس 2020، وتدهور الأوضاع الاقتصادية وصولاً إعلان إفلاس الدولة منذ يومين، مع انحسار الأفق السياسي وسط الانقسامات الحادّة بين زعماء الطوائف والأحزاب.
"أصداء من لبنان" عنوان المعرض الافتراضي الذي أطلفته منصّة "فن وسياسة" منتصف الشهر الماضي، ويتواصل حتّى الأوّل من تمّوز/ يوليو المقبل، ويضمّ مجموعة من الرسومات والأعمال الغرافيكية والغرافيتية والفيديو لفنّانين لبنانيين.
المعرض الذي يقام بتنظيم من " I Have Learned Academy" بالتعاون مع "مؤسسة كونراد آديناور"، يهدف إلى "إظهار كيفية تعبير الناس عن مشاعرهم (الأمل، الألم، الحب، الغضب) تجاه الأحداث والمواقف الأخيرة في لبنان، لأنّ الفن هو الوسيلة الجميلة والفعّالة للتعبير عن المشاعر"، بحسب بيان المنظّمين.
تتناول الأعمال المعروضة أحداثاً عاشها اللبنانيون منذ عام 2019، حيث تصوّر بعضها مظاهرات انتفاضة تشرين الأول/ أكتوبر من ذلك العام، وكذلك انفجار المرفأ، والفساد والتحدّيات المالية والظروف القاسية التي يمرّ بها البلد بكلّ انعكاساتها على الواقع اليومي لحياة المواطنين.
يضمّ المعرض أعمالاً لأربعين فنانة وفناناً تتوزّع على ثيمات مختلفة هي: "الصراع اللبناني" الذي يتّخد أشكالاً ومستويات عديدة، و"ثورة: الصرخة اللبنانية" حيث يتمّ توثيق العديد من مشاهد الاحتجاجات، و"4 آب" وما أصاب بيروت بسبب الانفجار وبعده، إلى جانب أعمال ترصد معاناة اللبنانيين "في أعقاب النقطة صفر"، و"حائط تذكاري".
من بين الفنّانين المشاركين: عدرا قنديل، ورولا عبدو، وأرمين جيفورجيان، وكريستين كتانة، ودانيال الحايك، وهادي بيضون، ونور فليحان، وعمر فرنجية، ورامي قانصو، وساندرا صهيون، وسليم معوض، ونيفين مسعود، وساشا حداد، ودلال عطا الله جردي، وندا رفائيل، وألفرد بدر، وإيفان دبس.
