وقفة مع عبد الكريم مقداد

وقفة مع عبد الكريم مقداد

06 سبتمبر 2019
(عبد الكريم مقداد)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "ما معنى أن أحلم بأن تعامل الأنظمة شعوبها كبشر لا كقطعان؟"، يسأل الكاتب السوري في لقائه مع "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟

- ما شغلني منذ أعوام، ويشغلني هذه الأيام، هو المقتلة السريالية السورية التي مازالت فصولها المأساوية تتوالى منذ ثمانية أعوام. أسائل نفسي: متى تنتهي، وما الشكل الذي ستكون عليه سورية المنتظرة، وهل أعيش لأرى ذلك؟ ما أرى وأسمع وأقرأ يعمّق مخاوفي، وطنين إشارات الاستفهام لا يفارق رأسي.


■ ما هو آخر عمل صدر لك، وما هو عملك القادم؟

- آخر إصداراتي كان كتاباً بعنوان "تضاريس المتعة". أما الإصدار المقبل فسيكون بعنوان "فتنة التخييل، مقاربات في الرواية الكويتية". وفي مجال القصة لديّ مجموعة قصص قصيرة، وأخرى قصيرة جداً، وأحاول حاليًا تخيّر الناشر المناسب لهما.


■ هل أنت راضٍ عن إنتاجك، ولماذا؟

- أخذت الصحافة أكثر من نصف عمري، وشغلتني عن إنجاز كتابات عديدة. قد أتسامح مع ما أصدرت حتى الآن، لكن شيطان الـ "لو" يأبى أن يغادرني: ماذا لو شطبت هذا، لو دققت في ذاك أكثر، لو اتبعت أسلوباً آخر في تلك. وهكذا، فالرضا يبدو بعيد المنال.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار ستختار؟

- لطالما تمنيتُ لو كنت صاحب مهنة حرة، بعيداً عن الارتباط بالوظيفة. ما أحلى أن تكون حراً، أن تزاول مهنة تكفيك عيشك، وتغنيك عن ضغوط الفصل من العمل، أو الإجبار على إنجاز ما لا تحبّ.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره، أو تريده في العالم؟

- يبدو أنني أنتظر "غودو". فما معنى أن أحلم بأن تعامل الأنظمة العربية شعوبها كبشر لا كقطعان؟ وما معنى أن أحلم في أن يجفّ ضرع الكراهية والحقد والعنف، وتنتهي الحروب والاغترابات القسرية، وتعم السعادة والمحبة بين البشر. لا بد أنني واهم، لكنني لا أملك غير الحلم.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- أحيطَ الماضي بالكثير من الأساطير، حتى بات الشك أنسب الوسائل لمساءلته وغربلته. ويكفيني بين حين وآخر أن أستمتع بروائع الشعر العربي القديم.


■ صديق يخطر على بالك، أو كتاب تعود إليه دائماً؟

- ليس لنا في الغربة إلا الذاكرة نتكئ عليها. إنها نوستالجيا تُبدي في ظاهرها شيئاً من السعادة، لكن باطنها طافح بكل محرضات البكاء على اللبن المسكوب.


■ ماذا تقرأ الآن؟

- أقرأ رواية "النبيذة" لإنعام كجه جي. جذبتني سلاسة سردها، ورسمها لشخصية "تاج الملوك"، ومحاولتها مقاربة التاريخ العراقي القريب من خلال سيرتها.


■ ماذا تسمع الآن؟

- لا أملّ فيروز، فصوتها يحيي فيّ الكثير من الخلايا التي كنت أظنها ماتت. ما زالت كرومها "تغزل محبة وشهد وعناقيد، والعنب يعصر عوافي وعمر".


بطاقة
كاتب سوري مقيم في الكويت من مواليد 1964. من إصداراته: "وقائع موت شامة" (مجموعة قصصية، 2005)، و"نجوم الظهر" (مجموعة قصصية، 2009)، و"ملامح الحركة القصصية في الكويت" (دراسة، 2007)، و"تضاريس المتعة.. بحث في تقنيات القصة القصيرة" (20014)، كما شارك في إعداد "موسوعة الثقافة في الكويت" (2007).

دلالات

المساهمون