هموم شعرية: مع مبارك الراجي

هموم شعرية: مع مبارك الراجي

09 فبراير 2019
(مبارك الراجي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته.


■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟
- القارئ هو ذلك الذي يبحث خارج الضحالة عن اجتراح معنى ما للوجود... المتصالح مع عزلته النظيفة خارج ما يحدث داخل ضحالة العالم والأشياء. أعتقد أنني مقروء إلى حدٍّ ما. الساحة الثقافية تتحكّم فيها قبائل ولوبيات، ولكن مع ذلك لا يزال الجيّد يفرض نفسه ولو إلى حين.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
- تجربتي الأولى كانت مع "جائزة عبد الوهاب البياتي"، وقد طُبع ديواني الأول بـ"دار الجنيدي للنشر" في دمشق، والتجربة الثانية كانت مع إحدى دور النشر المغربية. أمّا ديواني الأخير، "شذرات نائية من كتاب الغربان"، فقد أصدرته "دار الفينيك"، وهي تجربة أعتبرها جيّدة؛ إذ ساعدت على توزيع الكتاب على نطاق أوسع. عموماً، ولمبرّرات تجارية بحتة، يصعب إيجاد ناشر للشعر باستثناء الأسماء المعروفة في الساحة. ولأن الشعر حلم بسعة الكون، يجب أن نحلم بالأفضل دائماً.


■ كيف تنظر إلى النشر في المجلّات والجرائد والمواقع؟
- من خلال تجربتي الخاصة، يختلف النشر من وسيلة إلى أخرى. فالنشر في الوسائل الكلاسيكية (المجلّات والجرائد) يمرّ عبر لجان للقراءة والفرز، لكن مشكلتها في الخط التحريري وأفق وعقليات المشرفين على التحرير. أمّا المواقع، فباستثناء الجادّة منها وهي قليلة نسبياً، فالأغلبية منها تنشر الضحالة والرداءة.


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
- غالباً ما أعيد فقط نشر قصائد سبق لي نشرها، سواء في دواويني الشعرية أو في جرائد ومجلّات ورقية. عموماً في وسائل التواصل الاجتماعي، هناك ديمقراطية الظهور، ولو أن الغث كثيراً ما اختلط بالسمين هناك، ويجري في كثير من الأحيان التطبيع مع الرداءة. يبقى أن النشر في هذه الوسائل له تأثير تفاعلي ومباشر مع القارئ.


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
- قارئ الشعر العربي، اليوم، هو ذلك الذي لم يجد الجمال والهواء في الواقع، ليخلق له بديلاً موضوعياً في الشعر.


■ هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
- أكيد أن الشعر المترجم أكثر مقروئية، ربما لأن القارئ العربي اليوم يبحث عن لمسة شعرية أخرى يجدها أحياناً في قصيدة النثر العربية وغالباً في القصائد المترجمة، لكن يبقى للشعر العربي حضوره الخاص والمتميّز.


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
- مزاياه الأساسية هي تلك الطفرة الأسلوبية الجمالية التي يقدّمها من خلال بعض تجاربه المميّزة، وخصوصاً قصيدة النثر. أمّا نقاط ضعفه؛ فمنها أن الكثير من التجارب لم تطّلع جيداً على منجز الشعر العربي قديمه وحديثه، وذهبت مباشرة إلى الترجمات؛ حيث يحدث الكثير من التشابه بين التجارب الشعرية، كأنهم يحفرون في خندق واحد، باستثناء تجارب الشعراء المتميّزين الذين يخلقون الفارق.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟
- أرى أن الشاعر العراقي محمود البريكان لم يُنصَف للأسف. في اعتقادي هو من السبّاقين الذين كتبوا قصيدة النثر بشكل متميّز جداً.


■ ما الذي تتمنّاه للشعر العربي؟
- أمنيتي هي الحضور الوازن للشعر العربي في مشهد الشعر العالمي بمختلف حساسياته. وأمنيتي للشاعر العربي أن يجد على الدوام ناشراً حقيقياً ومتذوّقاً للشعر والجمال.


بطاقة
شاعر مغربي من مواليد 1966 في مدينة الصويرة، حيث يُقيم اليوم. أصدر ثلاث مجموعات شعرية؛ هي: "ضد اليابسة أو بهاء النسيان" (1998)، و"ترنيمة لآدم" (2016)، و"شذرات نائية من كتاب الغربان" (2018).

المساهمون