صوت جديد: مع محمد الصالحي

صوت جديد: مع محمد الصالحي

26 ديسمبر 2019
(محمد الصالحي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "خلقَت "السوشال ميديا" جيلاً يفضّل المعارف الجاهزة"، يقول الكاتب الأردني في حديثه إلى "العربي الجديد".


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- الأمر ملتبس، حسناً، أعتقد أنها الكتابة التي لا حدود نهائية فيها بين الأجناس الأدبية المختلفة. هنالك مساحات متقاطعة بين الشعر والنثر والموسيقى والصورة، وبين الرواية والمسرح والسينما مثلاً، وبالتالي فهي الكتابة التي تتأرجح في هذه المساحات. إنّها الكتابة حمّالة الأوجه. وهي التي تصوغ الثقافة. وهي كذلك كتابةٌ حيّة، مشغولة بالسؤال لا بالإجابة.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- بالطبع، أنا من جيل صاغ ملامحه أمران: أولهما الربيع العربي، أعني أنه جيل تشكّل وعيه على أوثانٍ تتهاوى أمام عينيه، والثاني كونه عالميّاً أو معولَماً، فهو منفتح وتجميعيّ ومتجاوز للأيديولوجيا بأغلبه. إلا أنّ "السوشال ميديا" عليها ما عليها أيضاً، لقد خلقَت جيلاً يفضّل المعارف الجاهزة على شكل جمل برّاقة. بشكل عام من المبكر الحديث عن الملامح باعتبار أنها لا تزال غير واضحة وتتشكّل.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- إنّ حضارة الإنسان هي تاريخ اتصالٍ لا انقطاع. تبدأ حكاية الواحد منّا منذ كان جنيناً يتقوّس على نفسه في عتمة الأرحام، وبمجرّد أن يُقطع الحبل السرّيّ يصبح كائناً قائماً بذاته، لكننا مهما ابتعدنا عن أرحامنا الأولى نظلّ نحمل بقايا هذا الحبل السرّيّ. هذا هو شكل العلاقة. وأنا حريص على استيعاب تجاربهم، لا استنساخها، وإنما لأعرف أين أقف، وأُشكّل أسلوبي الخاص.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- ماذا تقصد بالبيئة الثقافية؟ إن كانت بالمعنى العام للثقافة فأنا ابن هذه المنطقة، المشرق العربي والهلال الخصيب، وثقافتها جزء من تكويني الشخصي، إنه أمرٌ مركّب، هويّة الإنسان أمرٌ مركّب، الهوية تتطوّر وهي في حالة من الحركة الدائمة والتشكّل المستمرّ، بالتأكيد هناك جوانب من البيئة الثقافية لا تشبهني، فهي مثلاً ذكورية وعادةً ما تنتصر للذكر.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- رواية "آسيا" صادرة عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع بدعم من وزارة الثقافة، كُتبت بالبداية كقصة وعندما عرضتها على صديقٍ لي، وهو قاصٌّ معروف، نصحني أن أعيد كتابتها كرواية، قال إنها خامة لرواية جيّدة، فعكفتُ على بنائها مرّةً أخرى وتطلّب مني إنجازها ثلاث سنوات، حملتها الى مساحاتٍ أرحب حتى وجدتني قد ابتعدت تماماً عن القصة التي كتبتها في البداية. كان عمري 25 عاماً.


■ أين تنشر؟

- بشكلٍ عام أنا مقلٌّ بالكتابة، ومتأنٍّ بالنشر، لي بعض النصوص الأدبية وكتابات أخرى في السياسة والنقد منشورة في صحف عربية كالقدس العربي.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- إنني أرى القراءة من منظورٍ خاصّ، المعرفة بحدّ ذاتها ليست مهمة، وإنما المهم هو بأي سياق تُكرَّس هذه المعرفة، القراءة سؤالٌ ملحّ وليست ترفاً، لا أدري الى أيّ حدّ هي قراءة مخططة أو منهجية، أفضّل أن أسمّيها مُكرَّسة.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- نعم، الإنكليزية.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجَماً؟

- بمجرّد أن قام كاتبٌ ما بالنشر، فهو إذاً يسعى لأن يصل إلى القارئ، العمل الفنّي هو أمرٌ تفاعليّ، والترجمة تتيح للكاتب فرصةً للوصول إلى شريحة أكبر وأكثر تنوّعاً من القرّاء، بالطبع لديّ الرغبة في أن أكون كاتباً مترجَماً.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك المقبل؟

- منذ عامين وأنا عاكفٌ على كتابة روايةٍ جديدة، بطابعٍ وثيمٍ يختلف عمّا هو عليه في روايتي الأولى "آسيا"، وهي تحدٍّ بالنسبة إليّ، إلا أنّني ما زلت بحاجة لمزيد من الوقت لإتمامها.

بطاقة

كاتب وطبيب من مواليد عمّان عام 1992، حاصل على درجة دكتور في الطب من الجامعة الهاشمية في الأردن، صدرت له رواية بعنوان "آسيا" عن الأهلية للنشر والتوزيع عام 2016، ونشر كتابات أدبية وأخرى في حقول السياسة والفكر والنقد في الصحافة العربية.

المساهمون