صوت جديد: مع يوسف بعلوج

صوت جديد: مع يوسف بعلوج

16 ديسمبر 2019
(يوسف بعلوج)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.


كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
فهمي للكتابة الجديدة مرتبطٌ بالتمرّد على السلطوية؛ أن تسعى إلى أن تنحاز تجربتك إلى صوتك الداخلي بعيداً عن مؤثّرات المشهد بشقّيه الأدبي والتجاري.


هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
لطالما شعرتُ أنّي عالقٌ بين جيلَين. أظنّ أنّني محسوبٌ على جيل أكبّر مني سنّاً وتجربة. ربما أنا حجر أُضيف سهواً إلى مسبحته. في "أنطولوجيا القصّة القصيرة" للكاتب الجزائري أحسن دواس كنتُ أصغر كاتب، وفي "موسوعة الأدباء والعلماء الجزائريّين" كان الأمر كذلك. أظنّ أن مسألة الجيل تتعلّق بما ينتظره المشهد منك قياساً بتجربتك، لهذا كنت أحاول التغافل عن هذه الحقيقة، نظراً لأنها تضع ضغطاً إضافياً غير مبرّر بالنسبة إليّ.


كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
أحاول أن تكون علاقتي بالأجيال السابقة في إطار ما تفرضه حدود الزمالة. أحياناً تستفزّني بعض التصريحات، لكنّني صرتُ أقلَّ اندفاعاً في الردً والتعقيب ممّا كنتُ عليه في السابق.


كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
ظاهرياً علاقتي جيدة بالغالبية، لكن لأني ربما لا أتقن كثيراً لعبة العلاقات تظلّ مشاركاتي في الفعاليات الثقافية الجزائرية محدودة. من المثير للاهتمام أن مشاركاتي في تنظيم المهرجانات والمعارض كانت أكثر من حلولي ضيفاً بها.


كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
صدر "على جبينها ثورة وكتاب" وأنا في الرابعة والعشرين من عمري. كنتُ وقتَها مندفعاً بحماس وارتباك من يضع قدمه على الشاطئ لأوّل مرّة. الكتاب لم يكن مخطَّطاً له. كان سلسلة روبورتاجات وحوارات في البداية، ثم تطوّر الأمر ليصبح كتاباً.


أين تنشر؟
لطالما كنت أقول إنّني لا أعاني مشكلةً في النشر، لكن استفقتُ مؤخَّراً على فجيعة أن معظم تجاربي كانت عاثرة. نشرتُ في الجزائر والإمارات ومصر. أنا غائب عن إصدار عناوين جديدة منذ ثلاثة أعوام، لأنّني أبحث عن صيغة تناسبني أكثر.


كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
عموماً، أحاول أن أكون منهجياً في كل شيء. أعدّ في بداية السنة قائمة الأفلام التي أرغب بمشاهدتها، وقائمة الكتب التي أودّ مطالعتها. طبعاً تتغيّر القائمة خلال السنة، لكن بعض التخطيط يقيني فوضى لا أطيقها.


هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
بالنسبة إلى الأدب، أحاول دوماً القراءة باللغة العربية فإحساسي بها أقوى. بخلاف ذلك، أقرأ بالإنكليزية والفرنسية.


كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجَماً؟
في كتاباتي كنتُ أفكّر دوماً في الإنساني المشترك، وأنْ يكون مُنجَزي متحرّراً من سيطرة المحلية. أقول لنفسي دوماً: إن تُرجِم عملك هل سيفقد قيمته؟ إن كان الجواب نعم، معناه أنَّ نصّك لا يستوعب ثيمة تستحق الكتابة. الترجمة تشغلني فعلاً، بعض أعمالي تُرجمت إلى الإنكليزية والرومانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، لكن في الحقيقة لم أبذل المجهود اللازم لتحويلها إلى النشر.


ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
لسنوات ركّزتُ على الكتابة المسرحية الموجّهة للطفل، قبل أن أطرح اسمي بشكل تدريجي في مجال الكتابة المسرحية للكبار. أظنُّ أن الإصدار القريب المقبل سيكون نصّي المسرحي "قمقم مارد الكتب".


بطاقة
كاتب من الجزائر مقيم في الدوحة، من مواليد 1987. صدر له: "على جبينها ثورة وكتاب" (2011)، و"ديناميت" (2013)، و"إنقاذ الفزّاعة" (2014)، و"سأطير يوماً ما" (2015) و"المظلّة" (2017). حائز عدّة جوائز أدبية.

المساهمون