وقفة مع رماح القاضي

وقفة مع رماح القاضي

09 يونيو 2018
(رماح القاضي في مسرحية "صبية بلا ذاكرة"، 2017)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "المسرح" جعلني أنظر إلى الحياة بمنظور أسمى وأرفع" تقول الفنانة المسرحية السودانية رماح القاضي في حديثها لـ"العربي الجديد".

ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني حال الدراما والمسرح في السودان وشحّ الإنتاج الذي ساهمت فيه الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمرّ بها البلاد، إضافة إلى التطرف الديني الذي يحرّم الفنون ويحارب وجودها.


ما هو آخر أعمالك وما هو عملك القادم؟
- أدّيت مؤخراً دوراً في مسرحية "تغريبة شتاء الكائن" الذي أعدّ نصّه عبد العظيم عبد السلام عن قصيدة "شتاء ريتا الطويل" وأخرجه زروق علي عبد الماجد، وشاركني التمثيل محمد عليش وإسراء أزهري. كما أشارك حالياً في الإعداد لمسرحية "تراب النفوس" من تأليف خلف الله أمين علي وإخراج محمد عليش، ويشاركني الأداء الفنان الكرار الزين، والتي ستعرض في قادم الأيام.


هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- راضية نسبياً.. في ظلّ الظروف التي تمرّ بها الدراما السودانية أعتقد أنني محظوظة بعض الشيء أن أصل إلى هذا المستوى وأحقّق ما حققته، ولكن ما قدّمته حتى اليوم لا يرضي طموحي كفنانة ما زال لديها الكثير لتقدمه إذا توفّرت لها الظروف.


لو قيض لك البدء من جديد أي مسار كنت ستختارين؟
- كنت سأختار المسرح. فبعيداً عن عشقي له، وأنه وسيلة تعالج قضايا المجتمع، فقد ساهم على نحو كبير في تشكيل وعيي وشخصيتي وإنسانيتي، وجعلني أنظر إلى الحياة بمنظور أسمى وأرفع.


ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أن تقوم العلاقات بين البشر في جميع أنحاء العالم على أساس الحب والإنسانية بعيداً عن التطرّف الديني والعرقي والجندري.


شخصية من الماضي تودين لقاءها ولماذا هي بالذات؟
- الفنانة المصرية الراحلة فاتن حمامة (1931 – 2015)، التي أحبّ طريقة أدائها في التمثيل حيث البساطة والصدق والتلقائية، أحبّ أن أستلهم صدقها وشعورها النبيل وكيفية اختيار أعمالها وتقديمها كلّ مرة بأسلوب مختلف. وفي الماضي البعيد، أودّ لقاء النبي محمد عليه السلام، والذي أوصانا "رفقاً بالقوارير" لكن لم يُؤخذ بوصيته في مجتمعاتنا.


صديق يخطر على بالك وكتاب تعودين إليه دائماً؟
- صديقتي هي أمي.. دائماً تقول لا بدّ أن نستمتع بالحياة بحلوها ومرّها. وأعود عادة إلى رواية "جين إير" للكاتبة البريطانية شارلوت برونتي حيث أجد في هذه الرواية صدق كلام والدتي.


ماذا تقرأين الآن؟
- أقرأ نص مسرحية "تراب النفوس" لمؤلفها خلف الله أمين علي، والذي يتحدث عن أحد المتصوفة وسيدة الزار، اللذين يحاولان الوصول إلى الله كلّ على طريقته، وأن يثبت أحدهما للآخر أنه الأقوى والأجدر بما أوتي من علم.


ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- يتحكّم بذلك المزاج والحالة النفسية التي أمر بها، لكنني دائماً أميل إلى الأغاني السودانية التي تتسم بالحزن وتتحدّث عن الألم والفراق فالمشاعر والأحاسيس التي تتملّكني بسببها تساعدني في تشخيص بعض الشخصيات التي أؤديها على الخشبة. أقترح عليكم سماع الأغنية السودانية التي قد تكون غريبة على أذن المستمع العربي إلا أنها تمتاز برصانة الكلمات وعمقها رغم ما ينقص بعض مطربيها من قوة الأداء. أقرب المطربين إليّ هاشم ميرغني، والطيب عبد الله، وأحمد المصطفى، ونانسي عجاج.


بطاقة
رماح القاضي، فنانة مسرحية من مواليد الخرطوم عام 1992، حاصلة على بكالوريوس علوم الاتصال من "جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا". شاركت في العديد من المسرحيات؛ من بينها: "اللعب مع الموت"، و"موسم الهجرة إلى الحقيقة"، و"الصدى المكتوم"، و"أولاد مكي"، و"وجهي الذي أريد"، و"الأبراج والريح".

دلالات

المساهمون