وقفة مع وليد سليمان

وقفة مع وليد سليمان

30 ابريل 2018
(وليد سليمان)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي، في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- بالإضافة إلى كتاباتي وترجماتي، أعكف حالياً على إعداد مختارات قصصية من الأدب العالمي تطمح إلى تقديم رؤية بانورامية عن توجهات القصة المعاصرة وتطوراتها.


ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر عمل صدر لي هو مجموعتي القصصية "كوابيس مرحة"، وبعده مباشرة انهمكت في كتابة سيناريو لشريطين سينمائيين طويلين، وهي تجربة ثرية إلا أنها مرهقة للغاية. الآن أعود إلى القصة القصيرة من خلال مجموعة جديدة أشتغل عليها وآمل أن تصدر في نهاية هذا العام أو في بداية العام المقبل، وسأترك العنوان والمحتوى مفاجأة للقرّاء.


هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- هناك نسبة معيّنة من الرضا من دونها تصبح الكتابة عملاً عبثياً وفاقداً للمعنى. فالكاتب الذي يحترم نفسه لا يقبل أن ينشر عملاً لا يكون مقتنعاً به. هذا في ما يتعلّق بالكيف، أما في ما يخصّ الكمّ فأنا غير راض عن وتيرة عملي وأعتقد أنني يجب أن أخصّص مزيداً من الوقت للإبداع، رغم أني أقرّ بأن حياة الإنسان المعاصرة فيها الكثير من الوقت الضائع بسبب أنشطة تلتهم وقته لكنها صارت ضرورية للأسف.


لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- لو قيّض لي أن أبدأ من جديد كنت سأختار الاغتراب في بلد يقدّر الإبداع والمبدعين ويوفر لهم كل الإمكانيات اللازمة للكتابة. وعندما أتحدث عن الإمكانيات فأنا لا أقصد فقط الإمكانيات المادية وإنما أيضا الحياة الثقافية والفنية المزدهرة (عروض سينمائية ومسرحية متنوعة ومعارض فنية ومتاحف ثرية...) بالإضافة إلى سهولة التنقل والسفر، وهو ما يفتح آفاقاً شاسعة للمبدع ويثري عمله.


ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أعتقد أن أغلب المشاكل والمآسي التي يعاني منها عالمنا متأتية من التدخّل في شؤون الدول والتحكم في مصيرها وعدم احترام إرادة شعوبها. لذلك أهم تغيير أحلم به هو أن يصبح احترام استقلالية الدول وشؤونها الداخلية أمراً مقدساً.


شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أتمنى لقاء الكاتب والعالم والدبلوماسي والجاسوس والرحالة والمغامر جياكومو دي كازانوفا الذي أعتبره من أغرب وأذكى الشخصيات في التاريخ الإنساني. فقد كانت حياته نفسها عملاً فنياً متفرّداً مما جعل عدداً كبيراً من كبار كتاب العالم يحاولون فهم شخصيته والكتابة عنها، مثل آرتر شنيتزلر وستيفان زفايغ وهرمان هيسه وفيليب سوليرس.


صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الكتاب الذي أعود إليه باستمرار وبكثير من الشغف والدهشة هو "ألف ليلة وليلة" الذي اعتبره معجزة سردية وربّما أهم كتاب جاد به الخيال البشري. "ألف ليلة وليلة" أكثر من مجرد كتاب، إنه عالم مدهش لا مثيل له عندما يدخله الإنسان ولا يخرج منه سالماً. وطبعاً أنا أتحدّث هنا عن النسخة الكاملة المأخوذة عن طبعة كلكوتا الهندية وليس عن النسخ المتداولة التي تلاعب بها مقص الرقيب وشوّهها للأسف.


ماذا تقرأ الآن؟
- حالياً أنا بصدد قراءة كتاب "من حلب إلى باريس: رحلة إلى بلاط لويس الرابع عشر" وهي مذكرات حنا دياب التي تصدر لأول مرة بالعربية. وحنا دياب هذا كان مساعداً لأنطوان غالان بين سنتي 1709 و1910، وبفضله تعرّف مترجم "ألف ليلة وليلة" الفرنسي على حكايات جديدة لم تكن موجودة في الأصل وأضيفت إلى "كتاب الليالي" مثل "علاء الدين والمصباح السحري" و"علي بابا والأربعين حرامي".


ماذا تستمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- خلال هذه الفترة أستمع كثيراً للموسيقى الملحمية التي أستمد منها الكثير من الطاقة والصفاء الذهني عند الكتابة، وخاصة الموسيقار اليوناني الراحل فانجليس وكذلك جان ميشال جار وميكيس تيودوراكيس. كما أدعو القراء إلى الاطلاع على تجربة سيدة الغناء اليونانية هاريس ألكسيو التي تتميز موسيقاها بنفس ملحمي وغنائي مبهر وبروح متوسطية قوية.


بطاقة: كاتب تونسي من مواليد 1975. يكتب القصة والمقال والسيناريو، ويترجم عن الفرنسية والإنكليزية والإسبانية. من بين إصداراته: "ساعة أينشتاين الأخيرة" (2008) و"كوابيس مرحة" (2016). وفي الترجمة: "إيروس في الرواية" لـ ماريو بارغاس يوسا (2009) و"ذاكرة روبن" لـ لويس دي ميراندا (2010)، و"عزيزي صديق المرحوم" لـ أندري كوركوف (2012).

المساهمون