"قصة بيت أونيل": سنوات النفي

"قصة بيت أونيل": سنوات النفي

03 يونيو 2020
(بيت أونيل)
+ الخط -

حين اعتُقل بيت أونيل، أحد مؤسّسي حزب "النمر الأسود" عام 1966 دفاعاً عن حقوق الأميركيين من أصول أفريقية، بعد أن وُجدت بحوزته قطعة سلاح، برّر هروبه من الولايات المتحدة بأنه أتى بعد أن خاطبه شرطي بأنه سيخرج من السجن في صندوق قبل انقضاء أربع سنوات، مدّة الحكم الذي صدر عليه.

يبدو أن الأمر لم ينته رغم تغيّر معظم التشريعات والقوانين التي تسبب التمييز والاضطهاد، مع صدور التقرير الرسمي لتشريح جثة الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد، أمس الثلاثاء، معتبراً أن وفاته أثناء اعتقاله في مدينة مينياولس هي "جريمة قتل".

"النمر الأسود في المنفى: قصة بيت أونيل" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة فلوريدا" للباحث وأستاذ علم الجريمة والقانون والمجتمع بول ج. ماغناريلا، الذي يوثق سيرة أحد أبرز رموز التحرر لدى معظم السود في أميركا.

يعود الكتاب إلى تاريخ الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1969، حين هرب من السجن بموجب قانون نفّذ قبل أسبوعين من اعتقاله فقط، حيث أدانته المحكمة في العام التالي، ما دفعه إلى أن يفرّ مع أعضاء من حزبه إلى السويد ثم إلى الجزائر، ليستقر بعدها في تزانيا إيان حكم رئيسها الاشتراكي جوليوس نيربيري، حيث لا يزال يقيم هناك إلى اليوم.

ويروي الظروف التي أحاطت بتلك الحادثة في العام المضطرب الذي اعقب اغتيال مارتن لوثر كينغ، الذي آمن بالنضال السلمي حتى آخر رمق، ما دفع كثيرين ومنهم أونيل للتأثّر بآراء أكثر راديكالية، حيث وجد ضالته في قراءة السيرة الذاتية لمالكولم إكس، مع قناعاته التي ازدادت حول الشرطة الأميركية بوصفها أكبر تهديد للأمن الداخلي.

يلفت ماغناريلا إلى مسألة مهمة تتمثل في اندماج أونيل وزوجته شارلوت في المجتمع التنزاني، وانخراطهم في نشاطات نوعية نتيجة تقبّلهم وعدم إقصائهم والتمييز ضدّهم، رغم أنهم يقيمون في بلد ليس بلدهم، حيث أسسا "مركز مجتمع التحالف الأفريقي المتحد" (UAACC) بالقرب من مدينة أروشا الشمالية في تنزانيا، والذي يقدم أنشطة ثقافية تتنوّع بين الفن والموسيقى والأفلام، عبر توفير برامج دراسية وتفرّغ للفنانين الذين يزورن المنطقة.

يبيّن الكتاب أن عائلة أونيل لا تزال تقيم في منطقة كانساس سيتي الأميركية، ومنهم ابن عمه الممثل الأميركي إيمانويل كليفر، والذي حاول مع آخرين منذ عام 1991، ودون جدوى، الحصول على عفو عن أونيل، ونقل القضية إلى كل من الرئيسين بيل كلينتون وباراك أوباما اللذين رفضا إصداره.

المساهمون