"أفريكوبرا": ثقافة السود منذ عام 1968

"أفريكوبرا": ثقافة السود منذ عام 1968

01 يونيو 2020
(جانب من "جدار الاحترام" في شيكاغو)
+ الخط -

منذ الستينيات وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي، نشطت في الولايات المتحدة الأميركية  العديد من المجموعات الفنية التي عبّرت عن اعتزازها بثقافة السود وتاريخهم في فترة شهدت أقوى الاحتجاجات التي قادتها حركة الحقوق المدنية للأميركيين من أصول أفريقية.

"أفريكوبرا: فن تجريبي باتجاه مدرسة للفكر" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة ديوك" لمؤلّفه وادزورث أ. جاريل، بمشاركة ريتشارد ألن ماي وإدموند باري غيثر، ويعود إلى عام 1968 في جنوب مدينة شيكاغو الأميركية حيث تأسّست هذه المجموعة الفنية.

في ذلك العام، اجتمع كلّ من جيف دونالدسون وجاي جاريل وباربرا جونز وهوغو وجيرالد ويليامز، إلى جانب وادزورث جاريل، ليكوّنوا مجموعة أطلقوا عليها "اللجنة الأفريقية للفنانين السيئين" التي اختصرت بـ"أفريكوبرا"، وكان هدفها الأساسي دعم التعليم والفنون بين الأميرييكن من أصول أفريقية.

يشير الكتاب إلى أن "المجموعة قدّمت لغة بصرية فنية جديدة متجذرة في ثقافة الأحياء السوداء في شيكاغو، وركز أعضاؤها على استخدام الألوان النابضة بالحياة والإيقاعات، لتلتقط الديناميكية الإيقاعية لثقافة السود وحياتهم الاجتماعية".

يروي الكتاب قصة إنشاء المجموعة وتاريخها ومنطلقاتها الفنية والسياسية، ويخصّص جزءاً مهماً من الكتاب للحديث عن "جدار الاحترام" التي بدأ تنفيذه عام 1967 من قبل ورشة الفنون البصرية التابعة لـ"منظمة الثقافة الأمريكية السوداء" (OBAC)، التي كان مؤسسو "أفريكوبرا" من أعضائها.

وتمثل اللوحة الجدارية مساهمات أربعة عشر من المصممين والمصورين والرسامين، واشتملت على مونتاج صور لأبطال وبطلات من تاريخ الأمريكيين من أصل أفريقي رسمت على جانب مبنى في زاوية شارع 43 في شيكاغو وشارع لانغلي، وهي منطقة تسمى الحزام الأسود، ومنهم نات ترنر قائد أول ثورة في تاريخ الأمريكيين الأفارقة عام 1831، وإليجاه محمد زعيم منظّمة "أمّة الإسلام"، ومالكولم إكس أحد أبرز المناضلين من أجل حقوق السود والذي اغتيل عام 1965.

يضم الكتاب ما يقارب مئة صورة للأعمال الفنية، والملفات المؤقتة للمعارض، والصور الفوتوغرافية لأعضاء "أفريكوبرا" التي سعت من أجل فنٍ راقٍ للسود، وأقاموا العديد من المعارض في شيكاغو ونيويورك وبوسطن، ووضعوا العديد من التظيرات التي تعدّ مهمة ليست في سياقها السياسي والاجتماعي، إنما باعتبارها أحد مكوّنات تاريخ الفن الأميركي بشكل عام.

المساهمون