"دروس في الفلسفة والفكر الإسلامي": أكثر من كتاب مدرسيّ

"دروس في الفلسفة والفكر الإسلامي": أكثر من كتاب مدرسيّ

31 مايو 2020
(محمد عابد الجابري)
+ الخط -

تمرّ هذا الشهر عشر سنوات على رحيل المفكّر المغربي محمد عابد الجابري (1935 - 2010)، ما يستدعي ربما عودة إلى أعماله أبعد من مشروعه الأبرز "نقد العقل العربي" بأجزائه الأربعة: "تكوين العقل العربي" و"بنية العقل العربي" و"العقل السياسي العربي"، و"العقل الأخلاقي العربي".

أخفى هذا المشروع أعمالاً أخرى للجابري ذات أهمية، ومنها كتابه "دروس في الفلسفة والفكر الإسلامي" الذي صدرت مؤخراً طبعةٌ جديدة له عن "دار الروافد الثقافية" و"دار ابن النديم".

تكمن أهمية هذا الكتاب الذي صدر أول مرة في 1976،  كونه مثّل تأسيساً لدراسة الفلسفة الإسلامية في الجامعة المغربية، حيث كان موجّها إلى طلبة مستوى البكالوريا، ولعلّ هذا المعطى قد ساهم في التقليل من شأن هذا الكتاب، فاعتُبر عملاً مدرسياً، وبالتالي وضعه في درجة ثانية مقارنة ببقية كتب الجابري، غير أنه يمكن اعتبار هذا العمل مدخلاً لنظرة عربية جديدة للفكر الإسلامي القديم.

تشير مقدمة الناشر إلى أن هذ الكتاب مثّل "شبه انقلاب" في برامج تعليم الفلسفة والفكر النقدي بشكل عام. ونقرأ في هذا التقديم أيضاً: "هذا الكتاب بفعل الرؤية الوطنية التي تحكمت في تاليفه يعتبر من العوامل الأساسية التي ساهمت في إغناء الحقل الفلسفي المغربي وذلك بدفعه للكثير من المتعلمين إلى أن يتجهوا في دراساتهم الجامعية إلى اختيار شعبة الفلسفة باللغة العربية كانت فيه فتية لكنها قوية لدرجة جعلتها تنتج الكثير من الأصوات الفلسفية المغربية التي يمكن بسهولة ملاحظة بصمة الجابري وشبكته المفاهيمية على طريقة معالجتها للقضايا الفلسفية".

من مؤلفات الجابري الأخرى، نذكر: "قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي"، و"العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي"، و"مدخل إلى فلسفة العلوم"، و"إشكاليات الفكر العربي المعاصر"، و"نحن والتراث"، و"المثقفون في الحضارة العربية: محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد"، و"المشروع النهضوي العربي: مراجعة نقدية". كما وضع تفسيراً للقرآن بعنوان "فهم القرآن الحكيم".

المساهمون