"اسمي آرام" لويليام سارويان: حياة مهاجر أرمني

"اسمي آرام" لويليام سارويان: حياة مهاجر أرمني

23 مايو 2020
(ويليام سارويان)
+ الخط -

عن طفولته في ملجأ الأيتام بعد أن رحل والده، وهو في الثالثة من عمره وعن عمله مزارعاً لسنوات طويلة، كتَب ويليام سارويان قصصه الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي، والتي تناولت حياته كمهاجر أرمني إلى الولايات المتحدة وقد انزاح إلى الكوميديا في أغلب أعماله.

استلهم الكاتب المسرحي والقاص الأرمني الأميركي (1908 – 1981) كتابات القس في الكنيسة الرسولية بنيويورك التي لم تجد طريقها للنشر، فقرّر أن يصبح كاتباً بعد سلّمته أمّه تلك الكتابات، وبدأ نشر نصوصه في الصحف والمجلات حيث لاقت انتشاراً كبيراً خلال فترة الكساد بسبب تمسّكه بالتفاؤل دون التخلّي عن البعد الأخلاقي لشخصياته.

في عام 1940، نشر مجموعته القصصية "اسمي آرام" التي تصوّر حياة فتى أرمني في التاسعة يعيش في أوساط المهاجرين الملوّنين وتسلسل أحداثها التي تقترب من سيرته الذاتية حتى يصبح آرام شاباً، وقد صدرت النسخة العربية منها حديثاً عن "دار المدى" بترجمة أكرم حمصي.

يستعير بطل المجموعة مع صديقه مراد حصان جارهما في القصة الأولى، وفي الثانية يرافق عمّه جورجي الكسول الذي سيجد عملاً نهارياً كعازف موسيقي، وتتوالى القصص التي تغوص في التفاصيل الأسرية للعائلة الأرمنية الممتّدة، حيث يحظى الجدّ بمكانة رمزية لديها لكنه يعيش على الدوام مشاحنات مع زوجتي التي تعارضه في كلّ شيء.

يتضمّن الكتاب أربع عشرة قصةً تسودها أجواء رومانسية تنزع نحو السخرية، منها: "صيف الحصان"، و"الرحلة إلى هانفورد"، و"أشجار الرمان"، و"أحد شعرائنا في المستقبل، يمكنك أن تقول"، و"رومانسية جميلة قديمة ، مع كلمات الحب وكل شيء"، و"مغنيو الكنيسة المشيخية"، و"السيرك"، و"كلمة إلى المستهزئين".

في أحد نصوص المجموعة، يكتب يارويان: "كنا فقراء. لم يكن لدينا مال. كانت عشيرتنا برمتها مبتلاة بالفقر. كانت عائلة غارو وغلانيان بكافة فروعها تعيش أكثر أنواع الفقر غرابة وهزلاً. لم يكن أحد يفهم من أين نأتي بالمال الكافي لملء بطوننا بالطعام، ولا حتى شيوخ عائلتنا. ومع ذلك فإن الأمر الأكثر أهمية على الإطلاق أننا كنا معروفين بنزاهة تعود إلى أحد عشر قرناً تقريباً حين كنا الأسرة الأشد ثراءً في المكان الذي كنا كما نظنه العالم. كنا نتميز بالاعتزاز بالنفس أولاً، وبالنزاهة ثانياً ومن ثم كنا نؤمن بالصح والخطأ. ما كان لأحد منا أن يستغل أحداً في العالم ناهيك عن أن يسرقه".

المساهمون