"سراب الساعة": تاريخ الشعور بالزمن

"سراب الساعة": تاريخ الشعور بالزمن

16 مايو 2020
"فضاء الزمن" عمل لـ بيتر كوغلر/ ألمانيا
+ الخط -
في كتابه "سراب الساعة" الصادر مؤخراً عن "منشورات جامعة كولومبيا" يقوم الباحث جوزيف مازور، بجولة في تاريخ صناعة الساعات على مر القرون، منذ ساعات الرمل وحتى التيلومير، بهدف الكشف عن الطبيعة الفيزيائية والبيولوجية والاجتماعية للوقت.

يطرح الباحث في مقدمته سؤال ما هو الزمن، ذلك السؤال الذي جذب الفلاسفة وعلماء الرياضيات والعلماء بشكل عام لآلاف السنين، ولماذا يبدو أن الوقت يُسرع مع تقدم العمر، وما هي علاقته بالذاكرة، والترقب، ودورات النوم؟

يقدم المؤلف وعالم الرياضيات مازور استكشافًا مثيرًا للاهتمام حول كيفية تطوّر فهم الوقت عبر التاريخ البشري ويقدم رؤية جديدة عن الشعور بالزمن في داخلنا، معتبرا أن خلايانا لديها وعي زمني خاص بها، وأنها تسترشد فيه بالإشارات البيئية المتزامنة مع أنماط التفاعل الاجتماعي.

يقول الكاتب أنه نتيجة للطبيعة الشخصية للوقت فإن الرحلة التي تستغرق ثمان وأربعين ساعة على مكوك الفضاء يمكن أن تشعر بأنها أقصر من رحلة مدتها ست ساعات على كبسولة سويوز، وأن قبائل أموندوا في الأمازون ليس لها عمر محدد ويغيب عن تفكيرها الزمن ويحاول تحليل أسباب ذلك، ويرى أن الوقت يسرع حين نصاب بالحمى ويتباطأ حين نشعر بالخطر.

الكتاب تتخلله قصص شخصية عن تأثيرات الوقت على سائقي الشاحنات والمتسابقين الأولمبيين والسجناء وصانعي الساعات، ليجعل المؤلف من كتابه رحلة مليئة بالرؤى حول كيف يمكن لتقنياتنا وأجسادنا ومواقفنا تغيير تصوراتنا.

في نهاية المطاف ، يكشف الوقت عن نفسه كشيء يركب على إيقاع عقولنا، كما يرى مازور في "سراب الساعة" مقدماً منظورًا مبتكرًا يقود القارئ إلى إعادة التفكير في علاقته مع الوقت، وأفضل طريقة لاستخدامها.

يذكر أن جوزيف مازور أستاذ الرياضيات في كلية مارلبورو، ومن كتبه السابقة: "إقليدس في الغابات المطيرة"، و"اكتشاف الحقيقة العالمية في المنطق والرياضيات"، و"الرياضيات وأسطورة المصادفة".

المساهمون