"كورونا والخطاب": سوسيولوجيا الحدث واليومي

"كورونا والخطاب": سوسيولوجيا الحدث واليومي

13 مايو 2020
عزيز أزرعي/ المغرب
+ الخط -

تفاعل الكتّاب والفنانون العرب مع فيروس كوفيد – 19 على نحو لم يشهده التاريخ المعاصر مع نشرهم يومياتهم ونصوصهم وأعمالهم الفنية والموسيقية التي أُلّفت في عزلتهم خلال أيام الحظر التي تتواصل في العالم كلّه، مقابل أوبئة انتشرت خلال القرن الماضي، ولا يوجد سوى القليل من الوثائق باستناء تلك المتوافرة في أرشيف الاستعمار بعدد من البلدان العربية.

"كورونا والخطاب: مقدمات ويوميات" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً لأستاذ علم الاجتماع المغربي أحمد شراك عن "مؤسسة مقاربات للصناعات الثقافية" في فاس، ويسعى للإجابة عن العديد من التساؤلات، مثل ما الخطاب الرائج حول كورونا، أي ما الخطاب بصيغة الجمع الذي ينصهر اليوم في هذه المرحلة الموسومة بالإقامة الجبرية، التي يطلق عليها رسمياً "الحجر الصحي"؟ وما أهمّ الموضوعات التي تُثارُ حول كورونا؟ وما أهمّ القضايا التي يثيرها في المجتمع؟

يناقش المؤلّف مجموعة من المحاور منها: كورونا والتعليم عن بُعد، كورونا والثقافة والمثقف، إلى جانب علاقة الجائحة بقضايا التضامن والإبداع والإعلام والاحتجاج والوطن والإشاعة والبحث العلمي والهشاشة الاجتماعية والطفولة والتفكّه والكمامة والحجر الثقافة والسوسيولجيا والصداقة، وكورونا وحرف الحاء والنافذة وكورونا وماذا بعد، وغيرها.

ويشير شراك في المقدمة إلى أن هذه الجائحة التي انطلقت من الصّين، وسافرت إلى أنحاء كثيرة من المعمورة، فرضت على الدول كما الشّعوب إقامة جبرية كونية، بقي الكلّ فيها بوطنه، إلا العالقون، للحدّ من ضيافتها غير المرغوب فيها.

كما يتساءل عن موقع الكتابات حول الجائحة، وهل ستُعدّ كتابات جديدة على مستوى البنى والأولويات والمنطق، أم أنّها مرتبطة بحالة الحَجر، وقد لا تختلف على سبيل أسباب نزولها تحديداً إلا عن كتابات أحداث تاريخية مثل حرب الخليج الأولى، و11 أيلول/ سبتمبر عام 2001، و"الربيع العربي"، وإذا كان لمجمل الخطاب ما يخصّه ويتفرّد به، أو إذا ما كان يتواصل ويتقاطع مع الأحداث السالفة.

ويصف شراك عمله بكونه "تأملات، أملاها توالي أيام هذه الإقامة الجبرية، ويوميات تتخذّ طابع الشمولية والعموم، دون تفاصيل لما يضغط به الحدث في الانكتاب"، لافتاً إلى تزاوج السؤال السوسيولوجي، والتأمّل الفكري، في ارتباط مع الخطاب اليومي، من أجل تشخيص عصر كورونا، واستشراف المستقبل عبر هذه المقدّمات أو المفاتيح لقضايا كبرى وصغرى.

المساهمون