"شعر بلا حدود": من الفانوس السحري إلى انستغرام

"شعر بلا حدود": من الفانوس السحري إلى انستغرام

12 مايو 2020
"الذاكرة الذائبة" لـ رفيق أناضول/ تركيا
+ الخط -

أصبح من الشائع في الثقافة المعاصرة أن يعلن النقاد موت الشعر، والقول بأن الشعر لم يعد ذا صلة بالعالم الحديث الذي أصيب بجروح وتمزقات كبيرة بسبب ظهور تقنيات تواصلية ووسائط إبداعية جديدة ومخيفة في تشعباتها وإمكانياتها، لكن كتاب "شعر بلا حدود: قصائد ووسائط اتصال جديدة من الفانوس السحري إلى انستغرام" يحاول أن يدحض ذلك.

الكتاب الصادر مؤخراً عن "منشورات جامعة كولومبيا"، للباحث مايك تشاسر يرفض أن الشعر أصبح شكلاً فنيًا هامشيًا، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك من حيث يستكشف كيف لعب الشعر دورًا حيويًا ومهمًا من الناحية الثقافية من خلال التكيف مع تقنيات وسائل التواصل والميديا الجديدة بطرق معقدة وغير متوقعة وقوية.

يبدأ تشاسر من الفانوس السحري إلى أن يصل إلى هيمنة الإنترنت، متتبعاً رحلات الشعر من الصفحة البيضاء وحتى الوسائط جديدة بما فيها الأفلام الصامتة والأفلام الصوتية والتلفزيون. ويزعم الكاتب أن وسائل الإعلام الجماهيرية وغير المطبوعة لم تسرق جمهور الشعر، بل أعطت الناس المزيد من الطرق لتجربة الشعر.

يستكشف الكاتب شعرية تجارب مختلفة مثل فيلم "المواطن كين" لأورسن ويلز الذي ظهر عام 1941، ويعتبر من أيقونات السينما الأميركية اليوم، وحاز وقتها على أوسكار أفضل فيلم، وثمة إجماع نقدي على تجديد الصورة فيه واستخدام وسائل تعبيرية جديدة ومشهد اللقطة الواحدة.

كما يستكشف الكاتب في شعرية فيلم "القندس" الذي ينتمي إلى الكوميديا السوداء وظهر عام 2011 ويصور شخصية رجل مصاب بمرض اضطراب الهوية التفارقي، ويستعين بدمية ترتدى في اليد ليتواصل مع الآخرين.

كذلك يتوقف الكتاب عند تجربة روبي كور الشاعرة الهندية الكندية التي اشتهرت من خلال نصوصها ورسوماتها وفيديوهاتها على انستغرام وتعد اليوم من الشعراء الأكثر مبيعاً في العالم، على الرغم من الطريقة المباشرة والوعظية التي تكتب بها أشعارها.

يكشف هذا الكتاب عن قدرة الشعر على العثور على جماهير ومعاني جديدة في أشكال وسائط التواصل الحديثة التي يُعتقد في كثير من الأحيان أنها غير متوافقة مع طبيعة الشعر نفسه، ويفعل المؤلف ذلك من خلال تسليط الضوء على ما يعتبره التاريخ الشعري المدهش للوسائط المتعددة.

يحاول تشاسر، أستاذ الأدب الإنكليزي في جامعة ويلاميت أن يقدم نموذجًا جديدًا لفهم مكان الشعر الذي لا يزال يتطور في الثقافة المعاصرة، كما سبق وأن فعل في عدة مؤلفات سابقة من بينها "القراءة اليومية: الشعر والثقافة الشعبية في أمريكا الحديثة" (كولومبيا ، 2012)، و"الشعر بعد الدراسات الثقافية" (2011).

المساهمون