"تاريخ صغير للشعر": الغرب ومعاييره

"تاريخ صغير للشعر": الغرب ومعاييره

01 مايو 2020
تمثال دانتي في البندقية
+ الخط -

"تاريخ صغير للشعر"، هو بمثابة دليل متواضع حول الشعر من العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، صدر مؤخراً عن "منشورات جامعة يال" الأميركية، للناقد البريطاني جون كاري، الأستاذ في جامعة أكسفورد.

في البداية يطرح الكتاب سؤال ما هو الشعر، وما هي الموسيقى الشعرية، ويذكر بأن هناك آلاف القصائد التي جرى نسيانها على مر القرون، وهذا التاريخ الصغير يدور حول بعض من هذه القصائد إلى جانب بعض الأعمال الخالدة التي لم تغيبها ذاكرة الأدب وتاريخه.

لا شك أن هكذا كتاب يجعلنا نسأل عن معايير اختيار الشعراء، والمساحة الجغرافية التي يغطيها الكتاب خصوصاً وأن مقدمة الكتاب تزعم أن مؤلفه أبحر في الشعر لأربعة آلاف عام خلت، ولكن كيف يصح أن يكون تاريخ الشعر أوربياً أو غربياً فقط؟ ماذا عن الشعر الهندي والصيني والياباني والعربي والفارسي؟

صحيح أن عنوان العمل يشير إلى أنه "تاريخ صغير" لكن مسألة اعتبار تاريخ الفن والأدب العالمي تعني بالضرورة عدم الاقتصار على الأدب والفن الغربيين وهو أمر بات مصادقاً عليه في الدراسات الثقافية الأكاديمية بالعموم.

في كتابه، يروي كاري القصص وراء أعظم القصائد في العالم، من أقدم قصائد باقية تم كتابتها منذ ما يقرب من أربعة آلاف سنة إلى تلك التي تتم كتابتها اليوم. ويقدّم قراءات موسّعة في أساليب الشعراء الذين تشكل أعمالهم وجهات نظرنا للعالم مثل دانتي، وتشوسر، وشكسبير، وويتمان، ووييتس.

كما أنه يتناول الشعراء الأكثر حداثة، مثل ديريك والكوت، وماريان مور، ومايا أنجلو، ويطرح التساؤل حول المعايير التي تجعل من قصيدة ما "رائعة" في المقام الأول، وكيف تخلد قصيدة ويبتلع التاريخ مئات غيرها.

المساهمون