"من روائع الأدب الصيني": ثلاث كاتبات إلى العربية

"من روائع الأدب الصيني": ثلاث كاتبات إلى العربية

30 مارس 2020
إيرين تشو/ الصين
+ الخط -

مع توجّه عددٍ من المترجمين ودور النشر في العالم العربي إلى نقل الآداب الصينية مؤخراً، تتزايد التساؤلات حول خيارات الترجمة ضمن رؤية تقدّم ملامح أساسية في حقول إبداعية مختلفة كالشعر والرواية والقصّة في الصين، وتحوّلاتها الأساسية خلال العصر الحديث.

من المتوقع أن يتعرّف القارئ على كتّاب ومفكرين في بلد يتجاوز سكّانه المليار وأربعمئة مليون، تعود حضارته المدوّنة إلى قرابة أربعة آلاف عام، معظمها خارج دعم المؤسسات الثقافية العربية، حيث أن معظم المبادرات في هذا المجال تنطلق من بكين.

صدر حديثاً كتاب "من روائع الأدب الصيني" الذي يتضمّن مختارات قصصية لثلاث كاتبات هنّ: تشي تسي جيان، ويي مي، وفان شياو تشينع عن "دار فضاءات للنشر والتوزيع" بترجمة الروائية والقاصة المغربية الزهرة رميج (1950).

تشير المترجمة في تقديمها إلى أن ما دفعها لترجمة العمل هو "مفاجأتي بالصورة التي رسمتها تلك النصوص للمرأة الصينية. لقد كانت صورة صادمة ومغايرة لما كان سائداً بخصوص وضعية المرأة في الصين الاشتراكية، حيث كانت هذه المرأة تشكّل بالنسبة لجيلي السبعيني، "النموذج" الذي نطمح أن نكون عليه"، موضحّة أن هدفها يتمثّل في إشراك القراء في "سقوط هذا الوهم".

وتضيف رميج أن هذه المجموعة "تتكوّن من ثلاث قصص من إبداع كاتبات صينيات معاصرات ينتمين إلى مرحلة التسعينيات من القرن الماضي"، وهي "نهر سيشوان" لـ جيان، وشجرتان مزهرتان" لـ مي، و"يداً في يد" لـ تشينغ، لافتة إلى أنها "تلتقي في كونها تصوّر الحياة المعاصرة في المجتمع الصيني، وكذلك وضعية المرأة ومشاكلها في ظلّ تطوّر المجتمع وانفتاحه على النمط الاقتصادي الغربي، كما تتميّز شخصياتها بقوة الإرادة والتحدي".

يلاحظ أن القصص المختارة طويلة نسبياً، فالأولى تمتدّ على ثلاث وعشرين صفحة بينما الثانية تتجاوز خمس وثمانين صفحة والتي تقترب في ذلك من الرواية القصيرة "النوفيلا"، وتصل الثالثة إلى حدود ثلاث عشرة صفحة.

تلقي القصة الأولى، بحسب الكتاب، الضوء على الازدواجية التي يعيشها الرجل الصيني عندما ينبهر بامراة مثالية ويتمناها، لكنه في الوقت نفسه يخشى الارتباط بها مفضلاً عليها امرأة عادية يستطيع معه الحفاظ بصورته التي تجسّد القوة والذكاء، وتتكئ الثانية على معتقد شعبي يشير إلى أن من امرأة تولد إلا وتكون روحها مجسدة في شجرة مثمرة تحدد مصيرها سلفاً.

وترصد الثالثة حياة العميان سواء الذين ولدوا منهم بهذه الإعاقة أو الذين أصيبوا بها بعد حادثة أو مرض، لتعكس روح التفاؤل والإرداة القوية اللتين من شأنهما التغلّب على كل المعوقات من أجل حياة طبيعية وبناءة.

المساهمون