"نهاية عصر الخصوصية" لـ أندرياس برنار: ملفات وهويات

"نهاية عصر الخصوصية" لـ أندرياس برنار: ملفات وهويات

01 فبراير 2020
من رسومات دان ماتوتينا/ الفلبين
+ الخط -

جلبت لنا السنوات الأخيرة الكثير من القصص والأخبار التي تتناول مدى انتهاك الخصوصية على وسائط التواصل الاجتماعي، إلى جانب الاختراقات الكبرى التي أثرت على العالم السياسي مثل ويكليكس وسنودن وفضائح التنصّت والتسريبات وتجربة العدوى العاطفية التي يقوم بها فيسبوك.

وقد صدرت العديد من الدراسات وأطلق المنظرون فرضيات مختلفة حول مستقبل الإنسان وقاعدة البيانات الضخمة والأنظمة، وكيف يمكن تصوّر حياة الفرد وخصوصيته المستقبلية، رغم ذلك ثمة توجّهان في هذا السياق؛ فثمة من يدافع عن وسائط التواصل الاجتماعي ويقول بأن القول باختراق الخصوصية أمر مبالغ فيه، وهناك من يتوجّس ويرى العكس من ذلك تماماً.

من أبرز الناقدين لمسألة اختراق الخصوصية في العالم الافتراضي، الكاتب الألماني أندرياس برنارد، المتخصص بالدراسات الثقافية، والذي يستضيفه "معهد غوته" في القاهرة، عند السابعة من مساء اليوم، بمناسبة صدور الترجمة العربية لكتابه "عصر نهاية الخصوصية"، حيث يحاوره خالد الخميس.

ترجم الكتاب الصادر مؤخراً عن دار "ًصفصافة" سمير منير، ويتناول كيف حوَّل المستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي أنفسهم إلى "متواطئين مع خدمة كشف الهوية" هذا هو السؤال الذي يقتفي الكاتب أثره في العمل، لافتاً إلى أن عددًا هائلًا من أساليب العرض والإدراك الذاتي في الثقافة الرقمية تعتمد على أساليب استُحدِثَت في علم الجريمة وعلم النفس وفي مجال الطب النفسي منذ القرن التاسع عشر.

يقول الكاتب إن فكرة "الملف الشخصي" على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أصبحت اليوم هي المساحة الرئيسية للعرض الذاتي، قد انبثقت في حقيقة الأمر مما كان يعرف باسم "الملف النفسي" للمعتقلين أو "ملف الأوصاف الإجرامية" للقتلة المحترفين.

أما خاصية تحديد الموقع الذاتي في الهواتف الذكية، والتي بدونها لا يمكن تشغيل لعبة "پوكيمون جو" مثلًا أو تسجيل الدخول على تطبيقات "أوبر" أو "يِلپ" أو "ليفِراندو"، تستخدم تكنولوجيا ارتبطت حتى قبل عشرة أعوام بالأصفاد الإلكترونية التي يتم وضعها على الكاحل. وإن الذبذبات الجسدية التي تنقلها أجهزة الاستشعار أو التتبع الكمي الذاتي هي تلك التي كانت سبباً في اختراع أجهزة كشف الكذب في الأصل.

المساهمون