إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

03 سبتمبر 2019
تريشا كلوس/ كندا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين العلوم الاجتماعية والدراسات التاريخية والفكرية والرواية والنقد والسياسة.

■ ■ ■

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر حديثاً كتاب "الحركات الاحتجاجية في المغرب ودينامية التغيير ضمن الاستمرارية" للباحث الحبيب استاتي زين الدين، وفيه يتناول الاحتجاجات ليس باعتبارها ردات فعل جماعية على أوضاع سياسية واجتماعية معينة وبطرائق غير عنيفة فحسب، وإنما بوصفها ظاهرة سوسيوسياسية تعبّر عن يقظة شعبية، وتكرّس الحق في التعبير عن الرفض والاختلاف، وبلورة مواقف تجاه قضايا مختلفة، وممارسة الضغط السلمي على السلطة من أجل بناء دولة المواطنة والتحرر من التبعية وإقرار الديمقراطية وتحقيق التنمية.


"ديدرو وفن التفكير الحر" عنوان كتاب صدر حديثاً عن "آذر برس" للباحث أندرو كيوران، وهو محاولة لكتابة سيرة فكرية موسّعة حول الكاتب الفرنسي الذي كان وراء فكرة إنشاء الموسوعة في القرن السابع عشر. وعلى الرغم من كونه عاصر كلاً من فولتير وروسو، إلا أن ديدرو قد اكتسب توصيف "الفيلسوف الأكثر راديكالية في عصره"، ويعود ذلك لمحورية فكرة العدالة في كتاباته ومناهضته لمختلف أشكال الظلم الاجتماعي، وكان من أوائل من انتقد عدم المساواة في الدخل بين الرجل والمرأة. وقد استعيدت أفكاره بشكل موسّع خلال الثورة الفرنسية.


في طبعة مشتركة بين مؤسّستي "الروافد الثقافية" و"ابن النديم"، صدر مؤخراً كتاب "كيد الهوية.. الحرب الباردة على الكينونة العربية" لـ مختار الغوث. العمل يسعى إلى إضاءة إشكاليات حضارية تنهك العالم العربي كالحكومات الخفية وكيف اصطنعها الاستعمار لإخراج مقومات الهوية العربية من الحياة، خصوصاً اللغة العربية ومحاولات إلحاقها باللغات الأوروبية في نظامها، كما يرصد عمليات اصطناع المثقفين ودورهم في انتهاك اللغة وأدبها شكلاً ومضموناً، والتنفير منها وتبغيضها إلى أهلها، إضافة إلى استعداء غير العرب على العربية.


عن "دار التنوير"، صدرت مؤخراً رواية "مرآة الخاسر" للكاتب التونسي شكري المبخوت وهي عمله الروائي الثالث بعد "الطالياني" (2014)، و"باغندا" (2016). يضيء العمل فترة تسعينيات القرن الماضي من خلال شخصية عبد الناصر العسلي الذي يؤسس شركة إعلانات ستكون جزءاً من منظومة الدعاية لتوطيد حكم زين العابدين بن علي، ومن خلال ذلك تضيء الرواية كواليس الصفقات الاقتصادية والسياسية في تلك الفترة. إضافة إلى الكتابة السردية، للمؤلف أعمال في النقد والتاريخ، منها: "الزعيم وظلاله"، و"أحفاد سارق النار"، و"تاريخ التكفير في تونس".


صدر حديثاً عن منشورات جامعة "يال" الأميركية كتاب "إكسبرس المشرق: الانتفاضات العربية وحقوق الإنسان ومستقبل الشرق الأوسط" للباحثة الأكاديمية ميشلين ر. إيشاي. تدرس المؤلفة مرحلة ما بعد 2011 خصوصاً من زاوية تلاشي الإحساس بالتفاؤل حول مصير الانتفاضات الشعبية، حيث تشير إلى أن هذا التناول بدأ مع الخبراء الإقليميين ليعرف لاحقاً امتدادات في فئات شعبية موسّعة. من جانب آخر، تكشف إيشاي عن الإمكانات التقدمية لقوى حقوق الإنسان وتقدِّم سيناريوهات متعددة لما ستؤول إليه المنطقة العربية.


بترجمة الشاعر العراقي عدنان محسن، يصدر قريباً عن منشورات "سطور" كتاب "أرشيف السريالية.. حوارات حول المسألة الجنسية" والذي يوثّق للجلسات التي عقدها المنتمون لهذا التيار الأدبي والفنّي الصاعد في الفترة بين 1928 و1932، وهي السنة التي عرفت أزمة بين المنتسبين للسريالية وشهدت انسحاب أحد أبرز وجوهها؛ الشاعر الفرنسي لوي أراغون، ثم تلته انسحابات أخرى. من بين المشاركين في هذه الجلسات: المنظر الأول للسريالية أندريه بورتون، والمسرحي أنطونين آرتو، والشاعران بول إليوار وجاك بريفير إضافة إلى أراغون.


"لا تصدق كلمة: الحقيقة المفاجئة عن اللغة" عنوان الكتاب الصادر عن منشورات "دبليو آند إن" للباحث ديفيد شريعتماداري. يشير الكتاب إلى أن الكثير مما نتداوله حول اللغة لا يزال يعتمد على الفولكلور والمقولات غير العلمية، ما يتطلب ضرورة التخلّي عن انحيازات مسبقة من أجل فهم التغيّرات المستمرة في اللغات والتي يقودها الشباب عادة، حيث يبدّلون أصوات الكلمة أو ينزاح استخدامها، كما يفنّد مقولة المفردات غير القابلة للترجمة في معظم اللغات، ويدعو إلى ضرورة إعادة دراسة اللغة بالاستناد إلى التطورات في العلوم الاجتماعية.


صدر حديثاً عن دار "الساقي" كتاب " الهوية والوجود: العقلانية التنويرية والموروث الديني" لداريوش شايغان (1935 - 2018 ) المنظر الاجتماعي الإيراني المختص في الفلسفة المقارنة. يتناول العمل التفكير المعاصر في العقلانية التنويرية والموروثات الدينية والمتطلب الديمقراطي، ويتساءل عن الاهتمامات الوجودية التي تسكن الوعي في الشرق والغرب. ويسعى الكاتب فيه إلى تحليل أثر الغرب وقيمه في شرق فقد بوصلته ويحاول بلوغ فكر لا يقوم على صراع الحضارات بل على الاحتفاء بالهويات المتعددة من خلال دراسة أقطاب الفكر الذين درسوا علاقة الشرق والغرب.


في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان "الحضارة الهندية" عن منشورات "تكوين" و"الرافدين"، يواصل الباحث العراقي خزعل الماجدي تأريخه لأهم الحضارات التي تؤثّر في البنى الثقافية للعالم الحديث، وهو مشروع بدأه في تسعينيات القرن الماضي انطلاقاً من حضارات العالم القديم. يتناول العمل تاريخ الهند ضمن بانوراما شاملة ترصد الكيفية التي انبنت بها ثقافة البلد بالمعنى الموسّع للكلمة حيث لا يضيء الماجدي على المنتجات الثقافية البارزة مثل الفن والمعمار والأدب، ويعرّج أيضاً على التركيبة الاجتماعية والمكوّنات الإثنية والاعتقادية.


صدر حديثاً عن "دار العين" مؤخراً كتاب "في الوعظ السياسي: العدل والدولة" لمؤلفه أحمد السري، الباحث المتخصص في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية. يتناول العمل الجدل المجتمعي حول الدولة وهويتها وواجباتها، وينضم الكاتب بذلك إلى سجال طويل ونقاشات متنوعة أنتجها التدافع الفكري وقاد إلى إثراء المكتبة العربية بدراسات قيمة حول علاقة الدين بالدولة بشكل خاص، حيث يسائل مواضيع مثل العلمانية وواقعها في العالم العربي، والاستعمالات الحديثة لتراث الفكر السياسي الإسلامي الذي تبلور في حقب إسلامية مختلفة.

المساهمون