إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والنقدية والتاريخية والرواية وتاريخ العمارة والموسيقى والفن التشكيلي.

■ ■ ■

يصدر قريباً عن دار "الانتشار العربي" في بيروت كتاب "أطروحة للحياة" لمؤلفته بوران شريعت رضوي (1934-2019)؛ زوجة المفكر الإيراني الراحل علي شريعتي، وهو من ترجمة خليل العصامي. نشرت رضوي الكتاب رداً على الهجوم الذي شنته صحيفة "15 خرداد" والتي اتهمت علي شريعتي بالعمالة وتحدّثت فيه الكاتبة عن محنة زوجها ومسألة الحريات عموماً. كانت حياة بوران حافلة بالنشاط السياسي والثقافي والاجتماعي، وإلى جانب هذه الأبعاد تتناول الكاتبة شؤون الحياة اليومية مثل مهمات الأمومة وحماية أبنائها عن دوامات السياسة.

عن "دار المدى"، صدرت مؤخراً رواية "دماء الآخرين" للمفكرة النسوية الفرنسية سيمون دي بوفوار (1908-1986) بترجمة محمد فطومي. في هذه الرواية، كتبت دي بوفوار عن طبيعة فهمها للمسؤولية الفردية وعلاقتها بمعنى الحرية، وهي أول ترجمة للرواية إلى العربية. تعرض أحداث العمل المكتوب عام 1945، حياة شابين، جان وهيلين، في باريس وخياراتهما خلال الحرب العالمية الثانية إزاء المقاومة والكفاح أو "التعاون" مع العدو. وفي الوقت الذي يُعترف ببوفوار كمنظرة نسوية، تغيب أعمالها الأدبية في العربية ولغات أخرى في العالم.

صدرت حديثاً عن "جامعة أكسفورد" طبعة ثانية من كتاب "صناعة الدستوبيا" للمؤرخ المعماري جيمس ستيفنز كورل، والذي يتناول فيه قصة ظهور الحداثة المعمارية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وكيف جرى تقبّلها من قبل المؤسسات والمتخصّصين بعد عام 1945. يوضح كورل أن انتصار الحداثة المعمارية في النصف الثاني من القرن العشرين أدى إلى دمار هائل وهدر كبير للموارد، وأنه مع كل عام يمر، أصبحت الهندسة المعمارية "الأيقونية" التي أطلقها المهندسون المعماريون النجوم أكثر غرابة وكلفة، متجاهلة السياقات وبعيدة عن التطلعات والاحتياجات.

ضمن سلسلة "ترجمان"، صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "العشيرة والدولة في بلاد المسلمين"، وهو ترجمة أنجزها رياض الكحال ونبيل الخشن لكتاب يضمّ دراسات لباحثين بالفرنسية حرّره وأشرف عليه هشام داود. فكَّكت الدراسات آليات قبلنة قسم من المجتمعات العربية، والمصالح الفردية والجماعية التي تربط بين الأفراد ويعاد إنتاجها من خلال المنظومة العشائرية المستحدثة، ومعنى الانبعاث الراهن للعشيرة أو القبيلة في لحظة طغيان خطاب العولمة؛ وعلاقة الحركات الإسلامية الراديكالية بالعشائر والقبائل اليوم.

"بيتهوفن: الثائر بلا هوادة" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دبليو دبليو نوتورن آند كومباني" للباحث جون كلوب الذي يستكشف تأثير قيم التنوير والثورة الفرنسية على الموسيقار الألماني (1770 – 1827) في تشكيل مثله العليا وآرائه السياسية، حيث اهتم بانتصارات نابليون في أوروبا التي كانت لا تزال محافظة ولا تؤمن حكوماتها بالمساواة والعدالة بين مواطنيها. هنا امتلكت بيتهوفن أحلام بأن يتمكن الزعيم الفرنسي من تحرير الطبقات الفقيرة من اضطهاد الأرستقراطية، وأنه بشكل موازٍ سيحرّرهم من خلال الموسيقى التي تنحو نحو الثورة والتغيير.

عن "دار الشروق"، صدر حديثاً كتاب "علوم ما بعد الحداثة: المفاهيم والتداعيات" للباحث السيد نصر الدين السيد. ينطلق الكتاب من فكرة أن النصف الثاني من القرن العشرين شهد ظهور مجموعة من المقاربات العلمية الجديدة التي عملت مجتمعة على تشكيل واقعنا المعاصر الذي يتميز بالتنوع الفائق لمكوناته والتشابك الكثيف بين كياناته وتسارع معدل تغير أحواله. هذا الواقع يتميّز بتكنولوجياته بدءاً من التليفونات الذكية وانتهاء بـالـ"روبوتات المستقلة"، والتي تأتي بموازاتها مفاهيم مستحدثة مثل "إدارة المعرفة" أو "الفوضى الخلاقة".

ضمن سلسلة "كتاب اليوم"، صدر مؤخراً كتاب "توت عنخ آمون.. ملك الملوك" للباحث في علم الآثار، زاهي حواس، الذي يتحدث فيه عن عصر مصر الذهبي أثناء حكم الأسرة الثامنة عشرة، بالإضافة إلى حياة الملك الشاب وأهم مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون، وحقيقة لعنة الفراعنة التي لا تتجاوز كونها خيالاً علمياً. كما يتناول أهم رحلات توت عنخ آمون، وصولاً إلى أسرار موته وتفاصيل سنوات حكمه التي انتهت إلى موت الملك الشاب مقتولاً، وهي فرضية يدعمها وجود فتحة خلف رأس الملك، مما جعل البعض يشير إلى أن هناك شخصاً ضربه على رأسه فمات.

في طبعة ثلاثية اللغة، إنكليزية وألمانية وفرنسية، يصدر قريباً عن دار "تاشين" كتاب "رينوار: رسام السعادة" لكاتبه جيل نيريه، العمل يتناول لوحات الفنان الفرنسي بيير أوغست رينوار (1841-1919) التي تعكس مُثُل السعادة والحب والجمال. ويدرس التاريخ الشخصي للفنان وتحولاته من فنان بدأ برسم المناظر الطبيعية بأسلوب الانطباعية، إلى أن وجد تقاربه الحقيقي في الصور وتخلى عن الانطباعيين تماماً. يوضّح نيريه كيف أعاد رينوار تشكيل الجسد المؤنث، ثم عاد إلى المتع البسيطة. يضم العمل التسلسل الزمني للوحات الفنان وبيبليوغرافيا وصورا.