عائشة نظيف.. قراءة جديدة لمحمود محمد طه

عائشة نظيف.. قراءة جديدة لمحمود محمد طه

25 يونيو 2019
(محمود محمد طه)
+ الخط -

لم تحظ آراء المفكر السوداني محمود محمد طه بنقاش موسّع حولها حيث جرت عملية ممنهجة لطمسها لأنها مثلت اتجاهاً ثورياً في السياسة والمجتمع والدين، وانقسم الدارسون له بين أنه يمثل تجديداً حقيقياً في الدين الإسلامي، فيما اعتبر آخرون أنها تشويه متعمد للإسلام.

قارب صاحب كتاب "الدعوة الإسلامية الجديدة" العديد من القضايا الحساسة المتعلقة بالمرأة والحجاب والحريات الشخصية وتطوّر الإنسان والجهاد ونهضة العرب، وإعادة قراءة التراث الإسلامي وتجديد الفكر الديني.

صدر حديثاً عن "دار الشروق للنشر والتوزيع" في عمّان كتاب "محمود محمد طه: رؤية تجديدية في الإسلام" للباحثة الأردنية عائشة رضوان نظيف، التي أشارت المفكر السوداني تعرّض لقمع السلطات إبان الاستعمار البريطاني بسبب نشاطه في الحركة الثقافية والسياسية حيث فُصل من عمله في هيئة سكة الحديد، ثم أنشأ الحزب الجمهوري عام 1945، الذي دعا إلى الاستقلال التام، وواجه معارضة شديدة من القوى التقليدية في المجتمع.

وتقوم أفكاره على التعددية الحزبية، بحسب نظيف، والمساواة بين المواطنين أمام القانون، وحرية الفكر التي تتمثّل بعدم سطوة تيار على آخر، وقدّم تنظيراته في عدد من الكتب منها "الرسالة الثانية من الإسلام"، و"طريق محمد"، و"الثورة الثقافية"، و"رسالة الصلاة"، والتي قادت إلى اتهامه بالردة لأول مرة عام 1968 وسجن لفترة قصيرة ثم أطلق سراحه، لكنه اعتقل مرة ثانية أثناء حكم النميري وتمّ إعدامه.

تضيف أنه "قدّم نظرية في أصل الإنسان وتطوره، تشتمل على نظريته في التطور، فعاد ليؤكد أن السماوات والأرض كانتا "سحابة من بخار الماء"، وهو الدخان، وكانت السماوات والأرض "مرتقة ففتقت وبذلك برز التعدد من الوحدة".

كما تلفت إلى تأثره بالفلسفة اليونانية وأفكار زرداشت وكانط وهيغل وابن سينا والكندي والفارابي والتصوّف الإسلامي، ورأى "أن علاقة الإنسان مع قوى الطبيعة الصماء كانت تقوم على أمرين: العبادة والمناجزة. أما العبادة فكانت تزلفاً له بدافع الخوف من سطوتها "فتذلل لها ّوتخشع، وقدم الهدايا وقرب القرابين ورسم مراسيم العبادات، والمناجزة فكانت تقوم على أساس الإفادة مما هو متاح في الطبيعة نفسها، واستطاع أن يتخذ الآلة من فروع الأشجار وقطع الحجارة لزيادة قدرته في التغلب على الطبيعة بواسطة الطبيعة نفسها.

يشتمل الكتاب على أربعة فصول تعالج فكر هذا المفكر السوداني الذي تجاوز فكره حدود العالم العربي إلى العالم الإسلامي، وقد قامت المؤلفة بتحليل فكره في مجال الفردية والحرية ونظريته في التطوّر ورؤيته في التأويل وقضايا معاصرة، فضلاً عن رؤيته للمرأة وموقفه من القضايا المتعلقة بها وكيفية تطوير التشريع الإسلامي.

وبينت المؤلفة أن الرجل حمل فكراً تجديدياً يمكن بواسطته إعادة النظر في كثير من القضايا والمشاكل المعاصرة التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية.

المساهمون