"موسم الظل" لـ ميانو: تاريخ الرق جنوب الصحراء

"موسم الظل" لـ ميانو: تاريخ الرق جنوب الصحراء

19 ابريل 2019
(لوحة لفرانسوا أوغست بيارد عن الرق في غرب أفريقيا)
+ الخط -
تعدّ الكاتبة الكاميرونية ليونورا ميانو (1973) من أبرز الأسماء الروائية في العالم الفرانكفوني بعد أن نشرت أكثر من خمس عشرة رواية ومجموعة قصصية، منذ إصدار روايتها الأولى "قميص الليل" عام 2006، وقد انتقلت إلى الإقامة في باريس عام 1991 حيث درست الأدب الأميركي في جامعتي فالنسيان ونانتير.

عن سلسلة "إبداعات عالمية" في "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" في الكويت، صدرت حديثاً ترجمة روايتها "موسم المطر" (2013)، ونقلها إلى العربية الكاتب والمترجم المغربي سعيد بوكرامي.

يتناول العمل بداية تجارة الرقيق عبر منطقة تسكنها قبيلة المولنغو بالقرب من المحيط الأطلسي من منظور أول ضحاياها، وهم سكّان جنوب الصحراء الكبرى والتي تمتدّ إلى ما قبل استعمار البلدان الأفريقية بنحو عدّة قرون.

يعيش كل فرد من المولنغو من أجل قبيلته حيث يجمعهم نظام تكافلي لتأمين قوت يومهم وتوفير الحماية لصغارهم، لكن ذلك لم يجنبّهم شرّ الرجل الأبيض القادم من الضفة الأخرى للمحيط وتواطأ معهم سكّان السواحل من قبيلة أخرى، وفق الرواية.

ثم تنتقل الكاتبة للحديث عن فاجعة مهولة تهب على قرية مقتلعة طمأنينتها، ولا تحدد الرواية زمانا محدداً ولا وطناً أفريقياً معيناً، وتسعى "موسم الظل" إلى التقاط هذه اللحظة التراجيدية ما بين اختفاء العالم المعروف وظهور عالم جديد، ما بين عالم مسالم وعالم عدواني، وما بين عالم مستقل وحر وعالم مستسلم ومقيد ومدجن على الكراهية والمؤامرة.

تقدّم ميانو تفاصيل دقيقة تحاكي ما حدث منذ القرن الخامس عشر على يد القوى الاستعمارية الأوربية، حيث تروي كيف اختطف البشر وسلبت حاجياتهم وماشيتهم، وكانت تقع مجازر مريعة بحق الذين يقاومون محاولة انتزاعهم من أرضهم.

كما تناقش مسألة معقدة تتعلّق بالقبائل التي كانت تتآمر مع الأوروبيين ضد قبائل أخرى من أجل النجاة بروحها ولا يتحقق لها ذلك في كثير من الأحيان، إضافة إلى تقديمها صورة شاملة حول القبائل التي سكنت المناطق الداخلية في القارة السمراء ولم تشهد الاستبعاد في مراحل سابقة كما حصل لسكان الساحل، لكن تاجر الرقيق وصل إليهم أخيراً، وهي تتطرّق إلى طبيعة العلاقات التي تجمع الأفارقة ببعضهم أكثر من تركيزها على عوالم النخّاسين.

دلالات

المساهمون