"أن تفكّر في فلسطين": يوميات تتأمّل الحاضر

"أن تفكّر في فلسطين": يوميات تتأمّل الحاضر

13 مارس 2019
نبيل عناني/ فلسطين
+ الخط -

يزاوج الشاعر المغربي عبد الله صديق بين كتابة القصيدة والعمل البحثي، فأصدر مجموعتين شعريتين هما "مثقلاً بالندى.." و"تفاصيل تفترس الحياة" إضافة إلى تحقيق مخطوط "الألفاظ الـمُغرِبة بالألقاب الـمُعرِبة، لعيسى بن قتيبة الدينوري من أعلام القرن الخامس الهجري".

العام الماضي، أصدر الكاتب عمله الأول في كتابة اليوميات وحمل عنوان "طبق الغموض أيام في لبنان" والذي يغطي تفاصيل زيارته إلى بيروت مدّة ثمانية أيام فقط.

على المنوال نفسه صدر حديثاً كتابه "أن تفكّر في فلسطين" ضمن سلسلة "يوميات عربية" في إصدار مشترك عن "منشورات المتوسط" و"دار السويدي"، والذي يقام حفل توقيعه عند السادسة من مساء غدٍ الخميس في "المركز الثقافي" التابع لسفارة فلسطين في الرباط.

يكتب الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله على غلاف الكتاب "لقد عشت ما عاشه عبد الله في هذا النص، على الأرض، أكثر من مرة، إلا أن جماليات الكتاب، ورهافة التقاط التفاصيل والعيش فيها، جعلني أزور فلسطين مرة أخرى؛ مرة أرى فيها ما لم أره من قبل، عبر عيون كاتب يستطيع أن يزيد حبك لفلسطين، مهما كانت درجة حبك لها قبل قراءته".

يتابع "تتمثل قدرة الكتاب في أنه يجعلك تركض عبر السطور، طاوياً لها، من خلال قوة اللحظة التي يتناولها، واللحظة التالية التي بِتُّ متشوقاً لمعرفتها. من عمّان، إلى أريحا، إلى رام الله، الخليل، وسواها من المدن الفلسطينية، تتشكل حكاية فلسطينية أخرى، بعيون عربية محبة، وقلب نابض بالجمال، يرى الجميل ويتعلق به، ويحميه، وسط غابة البنادق المتربصة به. ويأتي التقطيع المشهدي المكثف، ليفتح عينَي القارئ على صور تُرى وتُسمع، وتتكامل، لترسم صورة فلسطين اليوم، وما وصلت إليه، بعد سبعين عاماً من مأساتها".

يجمع الكتاب بين اللغة التسجيلية لوقائع عاشها في المكان، وأخرى ذات طابع تأملي فلسفي لأفكاره التي يحملها سابقاً والتي تطوّرت بفعل زيارته إلى فلسطين، وبفعل عوامل أخرى تتعلّق بقراءاته وتراكم وعيه بها.

يدوّن صديق في أحد مقاطع الكتاب: "أن تكون مغربياً، فأنتَ الأبعد غرباً، الحاملُ في وجدانكَ أثراً من جينات موروثة عن أسلاف وصلوا إلى هنا، بعضهم مرّ، وآخرون مكثوا.. ابتنوا لهم بيوتاً، تتابعوا حتّى صارت البيوت المفردة حَيّاً، يُنسَب إليهم، هو (حَيّ المغاربة). ظلّ الأمر على هذه الحال، إلى أن وصل الغرباء زرقُ العيون وسودُها، مُدجَّجين بالبنادق والأكاذيب والنصوص المقدّسة بالتأويل، فهدموا الحَيّ .. جيناتكَ الآن في مواجهة بنادقهم ونصوصهم، وروايتكَ متسلّلة خلف خطوط روايتهم .. يسافر فيكَ المكان، يستغرقكَ الوقت، ويسحبكَ المشهد إلى داخله، والموقف إلى فكرته، فتجد نفسكَ تتعلّم، تتعلّم كيف تفكّر، وكيف تفهم بعض المعنى الذي يكون في المعنى كله، حين تفكّر في فلسطين وأنتَ فيها".

المساهمون