فريد الدين العطار.. خمسمئة رباعية بالعربية

فريد الدين العطار.. خمسمئة رباعية بالعربية

13 فبراير 2019
(منمنمة من كتاب "منطق الطير" للعطار)
+ الخط -

تعدّدت الروايات حول الشاعر الصوفي الفارسي فريد الدين العطار، فلا يقتصر الاختلاف على تاريخ ميلاده الذي يرجّح أن يكون في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي في نيسابور، وكذلك الحديث عن اعتزاله المجتمع وانكبابه على عمله في العطارة إلى جانب سلوكه طرق التصوّف، وتاريخ رحيله وسببه حيث تقول إحدى الروايات إنه قُتل على يد المغول.

تُرجمت العديد من أعماله إلى العربية، ومن أبرزها "منطق الطير"، و"تذكرة الأولياء"، و"مدارج العاشقين"، و"إلهي نامة: الكتاب الإلهي"، حيث صدر حديثاً عن "دار آفاق" كتاب "الرباعيات المختارة لفريد الدين العطار"، الذي نقلته إلى العربية الأكاديمية والمترجمة منال اليمني عبد العزيز.

يتضمّن الكتاب على ترجمة لخمسمائة رباعية من رباعياته التي يبلغ عددها حوالي ستة آلاف، و"لما كانت كثيرة العدد، متنوعة المضامين والأغراض، وتنطوي على بعض الأمور الغامضة، فقد صعب على المريدين الإحاطة بها، وفهمها، لذا فقد طلب منه بعض أصحابه المقربين أن يختار مجموعة من هذه الرباعيات، ويرتبها، ويصنفها، ليسهل عليهم الإلمام بها، والإفادة منها"، كما تشير المقدّمة.

استجاب العطار لهذا الطلب، كما يرد في الكتاب، واختار ألفي رباعية من هذه الرباعيات، ونظّمها وبوّبها في خمسين باباً، وسمّاها "مختار نامة"، أي مختارات، وقد انتخبت عبد العزيز مجموعة منها تتناول في مجملها بعض المفاهيم العرفانية مثل: التوحيد والعشق والحيرة.

استعان صاحب "مظهر العجائب" بالأسلوب الرمزي في هذه "الرباعيات"، لكنها ظلت سهلة الفهم بالنسبة إلى عامة الناس، كما أسهب في الحديث عن العشق في أشعاره، وعدّه السبيل إلى بلوغ الغاية من سلوك الطريق الصوفي؛ ألا وهو الفناء عن النفس، والبقاء بالذات الإلهية، وعبّر عمّا يكابده العاشق من ألم وعناء في الشوق إلى المعشوق، وما يعانيه من جفاء المعشوق له، وقسوته عليه، وما يقاسيه من دلاله وتكبره عليه حتى كاد يسلبه عقله، ويصيبه بالجنون.

يرد في الكتاب المطقع التالي: "أطوف حول الجنون في عشقك/ وأخرج من دائرة العقل/ لقد سبحت في دم قلبي أمداً طويلا/ً جريت أنت في دمي، وأنا أطوف في الدم/ إلى متى تؤذيني أنا المبتلى؟/ إلى متى تشهر السيف في وجهي أنا المضطرب؟/ إنني لست منتبها، ولا فاقد الصواب بسبب الحيرة/ ولو أنني لا أتكلم أبداً، فإنك تعلم حالي جيداً ما أكثر ما أدمى قلبي على بابك!/ ولم يصدر صوت من خلف الحجب فحواه: من أنت؟/ إذا نظرت إلي أنا المهموم/ فإنني سوف أعيش خالد، حتى إذا مت".

المساهمون