إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

22 يناير 2019
كارول بارتون/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية وعلم النفس والمعاجم والإعلام والرواية.


صدر حديثاً عن "دار الكرمة" في القاهرة كتاب "حكمة المصريين القدماء" للباحث سليم حسن، الذي أصدر العديد من المؤلّفات التاريخية؛ من بينها "موسوعة مصر القديمة". في كتابه الجديد، يعود حسن إلى أبرز نصوص الحكمة والأمثال والنصائح والتعاليم القديمة، والتي تكشف عن جوانب متعدّدة في حياة المصريّين؛ سواء في ما يتعلّق بمعتقداتهم الدينية وتغيُّرها من عصر إلى آخر، أو نظرتهم إلى المرأة وتعاملهم معها، أو منظورهم تجاه العديد من القيم الاجتماعية ذات الصلة بالعمل والأسرة والأطفال والعلاقات العاطفية والفقر والغنى والعلم والأدب.


عن "المركز الثقافي للكتاب"، صدر مؤخّراً كتاب "أنا أُوسِيلفي إذن أنا موجود: تحوُّلات الأنا في العصر الافتراضي" للمحلّلة النفسانية الفرنسية إلزا غودار وترجمة الناقد المغربي سعيد بنكراد. يتناول العمل ظاهرة "السيلفي"، أي الصورة العرضية والهشّة التي تملأ مساحات العوالم الافتراضية، ويتم تداولها داخل فضاء "أفقي" تخلَّص من أبعاد "العمق" فيه ليصبح حاضناً لكل أشكال الوهم والتيه والتضليل والقليل من حقائق العلم والحياة، باعتبارها صوراً لا "تنظر" إلى معطيات الواقع، بل تُعيد إنتاج نُسخٍ عابرة في العين والوجدان.


عن منشورات "ستوديراما"، صدر مؤخّراً كتاب ثنائي اللغة (عربي - فرنسي) بعنوان "عربية الأعمال" أنجزه كلٌّ من نجم الدين خلف الله وفادي جابر. يُقدّم العمل للقارئ الفرنسي التطوُّرات التي عرفتها اللغة العربية لمسايرة التحوُّلات في المجال المهني، حيث يدرس تسميات مجالات عدّة متعلّقة بالشغل؛ مثل: أسماء الوظائف، والتعريف بالشركات، وإشهار المنتجات، والصيغ المستعملة في تقارير الاجتماعات الرسمية. يشير المؤلّفان في تقديم العمل إلى أن الاشتغال على عربية الأعمال يمثّل اليوم وسيلة من وسائل تحديث تدريس العربية كلغة أجنبية.


"الحداثات الهيروغليفية: الكتابة والإعلام الجديد في القرن العشرين" عنوان الكتاب الصادر حديثاً للباحث جيسي سكوتر عن "منشورات جامعة أدنبرة". يعود المؤلّف إلى لحظة فكّ شفرة حجر رشيد على يد شامبليون عام 1922 في "المتحف البريطاني"، وما شكّلته كمجاز في مختلف أشكال الكتابة في بريطانيا، حيث تناول العديد من الكتّاب في أوائل القرن العشرين العلاقة المعقّدة في اهتمام الأوروبيّين باللغات القديمة، خاصة غير الغربية منها، كما أثّرت في مخيّلة العديد من السينمائيّين المعاصرين عبر خلق لغة بصرية حديثة بنماذج متنوّعة في أعمالهم.


صدرت حديثاً للكاتب العراقي الكردي سردار عبد الله رواية "آتيلا آخر العشاق" عن دار "هاشيت أنطوان - نوفل". تتناول الرواية أحداثاً بارزة من تاريخ كردستان شمال العراق، في مرحلة نمت خلالها العديد من التيارات السياسية التي واجهت القوى المحافظة والنظام، ويتتبّع الكاتب قصّة العاشق أتيلا الذي يذهب لقتل أحد المحاربين المنتمين إلى حزب سياسي، وهناك يلتقيان في ليلة يجمعهما الشراب وشعر المتصوّف فريد الدين العطّار، فتنقلب حياته رأساً على عقب عندما يقرأ كتابه "منطق الطير" الذي يتقاطع مع عدد من الحكايات الواردة فيه.


صدر مؤخّراً عن "دار سليكي إخوان" كتاب "الخطاب السينمائي.. قضايا في التلقي والتأويل" للباحث المغربي سليمان الحقيوي. من المسائل التي يخوض فيها العمل: "سينما المؤلّف.. الفصل بين السينما والأدب"، و"الفيلم التجاري والفيلم الفني"، و"الترجمة في السينما أو حلم المرور بلغة الفيلم"، و"مكانة السينما اليوم". يخصّص الحقيوي الجزء الأخير من عمله لدراسة "سينما الربيع العربي" من عدّة زوايا؛ مثل التعبير عن الحريات في أفلام ما بعد 2011، والبحث في مضامينها الجديدة وجمالياتها، والمراوحة بين استعمالات الروائي والتسجيلي.


''الإعلام العربي والانتقال الديمقراطي: بداية نهاية الاستثناء العربي'' عنوان كتاب جماعي صدر مؤخّراً عن منشورات "سوتيميديا" من تحرير الأكاديميَّين التونسيَّين جمال زرن ونور الدين الميلادي. يتضمّن العمل 16 بحثاً يتناول واقع الإعلام العربي بعد ما عُرف بانتفاضات الربيع العربي، خصوصاً من زاوية التوظيفات الحزبية والطائفية لوسائل الإعلام التي كانت في الغالب دعائية، وبالتالي جرى إهدار الفرص التي أتاحها انفتاح الفضاء العربي على الحريات بعد 2011. تتيح الدراسات أيضاً مقارنة واقع الإعلام بين بلد عربي وآخر.


عن "الكتب خان"، صدرت مؤخّراً رواية "وزارة السعادة الكبرى" للكاتبة الهندية أروندهاتي روي بترجمة أحمد شافعي. صدرت الرواية في نسختها الإنكليزية سنة 2017، ومثّلت حدثاً إعلامياً على اعتبار أن مؤلّفتها لم تُصدر أية رواية بعد حصولها على البوكر عن عملها الأول "إله الأشياء الصغيرة" (1997) لتبدو وكأنها قد انشغلت عن الأدب بقضايا السياسة والاقتصاد التي وَضعت ضمنها عدة مؤلّفات بحثية. تستفيد روي من ذلك في عملها الأخير، حيث إنه يقدّم تحوّلات المجتمع الهندي في ظلّ طموحات ساسته بوضع البلد بين أهم القوى الاقتصادية في العالم.


بترجمة محمود علي، صدر مؤخّراً كتاب "الحرب السرية للسيطرة على صناعة السينما العالمية" من تأليف ديفيد بوتمان ونيل واتسون. العمل يضيء على الصراعات ذات البعد الأيديولوجي والاقتصادي، والتي ترافق العوالم التخييلية التي تقدّمها السينما لمستهلكيها، من خلال صناعة صور تفرض تمثُّلات بعينها على المشاهدين وتصنع وعيهم حول قضايا أو أشخاص أو ثقافات برمّتها خدمةً لأجندات سياسية في الغالب. يُضيء العمل أيضاً مجموعة الصراعات بين جهات الإنتاج، والتي تتجلّى في محاولة كسب أسواق أو فئات عمرية بعينها، وقد تصل إلى تحالفات بين الحكومات.


ضمن سلسلة "كوساج" الفرنسية، صدر مؤخّراً كتاب "الأسرار العائلية" للمحلّل النفسي الفرنسي سيرج تيسرون (1948). يتّخذ المؤلف الأسرار العائلية كحقل بحث لم يتطرّق له علم النفس، كما فعل مع الأساطير أو الأحلام، في حين أن له أثراً كبيراً في بناء الشخصية، حيث يؤكّد على أن السرديات التي تُعتبر داخل العائلة كأسرار، تصبح مكوّناً رئيسياً للشخصية وأنها تتحوّل إلى حوافز معرفية تتبلور ضمنها أسئلة وجودية وتبني هوية خاصة بها، خصوصاً أن سؤال الأصول كثيراً ما تلفّه طبقات من الغموض التي تجبره على الحفر في الحكايات المتوفّرة.

دلالات

المساهمون