"أسطور": دراسات بين المغرب والعراق

"أسطور": دراسات بين المغرب والعراق

05 سبتمبر 2018
(من المدينة العتيقة لـ فاس المغربية)
+ الخط -

تظلّ الدراسات التاريخية في حاجة إلى حلقات تربطها بالجمهور، وأيضاً إلى فضاءات تجعل تعدّدها مرئياً، وهو الدور الذي تقوم به المنشورات والمجلات، والتي تظل في بيئتنا العربية تحل أكثر من إشكالية بين السقوط في التبسيط المخل في سبيل إرضاء الجمهور أو الانغلاق على فئة قرّاء متخصصين.

من بين هذه الدوريات التاريخية مجلة "أسطور"، وهي محكّمة نصف سنوية، أطلقها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في بداية 2015، وقد صدر مؤخراً عددها الثامن.

تضمّن العدد مجموعة دراسات بالإضافة إلى أبواب ثابتة مثل مراجعات الكتب التاريخية والترجمات. دراسات العدد تمثلت في بحث بعنوان "الكتابة التاريخية عند جول ميشليه" لـ ياسين زينون، و"مقتل حُجْر بن عديّ والقراءة الأيديولوجية للتاريخ" لـ عمرو عثمان، و"جوانب من التاريخ العلائقي: المغرب والدولة العثمانية بين القرنين السادس عشر والثامن عشر" لـ عبد الرحمان المودن، و"جوانب من القرصنة المتأخرة في ساحل الريف خلال القرن التاسع عشر" لـ محمد أحميان، و"العراق ليس مصطنَعاً: النزعات العراقوية ودحض فرضية الدولة المصطنعة" لـ نهار محمد نوري. فيما ترجم ثائر ديب، ضمن باب "ترجمات"، مقدمة كتاب كارلو غينزبرغ "الجبن والديدان: عالَمُ طحّان من القرن السادس عشر".

في "المراجعات"، نقرأ ورقة أنجزها رابحي رضوان حول كتاب "مسيحيو المغرب الأقصى في العصر الوسيط" وهو كتاب ألفه الحسن الغرايب، ونقرأ أيضاً مراجعة فوزي بوخريص لكتاب "جند وخدم وسراري: الرق في المغرب" لـ محمد الناجي، وأخيراً مراجعة مهند مبيضين لكتاب "أمراء حوران: آل الفواز مشايخ السردية" لمؤلفه كليب سعود الفواز.

من الأبواب الثابتة، نجد في "ندوة أسطور"، أربع أوراق من الندوة التي نظمتها المجلة، بعنوان "مئة عام على وعد بلفور: المقدمات والنتائج"، ضمن أعمال المؤتمر الخامس للدراسات التاريخية الذي عقد في أيار/ مايو 2018، في الدوحة، على أن تنشر بقية الأوراق في العدد المقبل.

الأوراق المنشورة هي: "صدى تصريح بلفور في الأوساط اليهودية والعربية والعثمانية والدولية" لـ علي محافظة، و"أصداء تصريح بلفور في المغرب الأقصى" لـ جامع بيضا، و"تصريح بلفور في الجرائد الفلسطينية: من صدوره إلى ثورة البراق 1929" لـ صالح الشورة، و"الأرض، وحقوق الملكية، والإرجاء الاستعماري" لـ منير فخر الدين.

هكذا نلاحظ من عناصر العدد مشهداً متنوعاً، سواء على مستوى الموضوعات والعصور، وكذلك على مستوى المناهج، وربما يساهم ذلك في تطوير الثقافة التاريخية العربية، ويخرج بها من كليشهات تكلّست بمرور العقود حول التاريخ العربي، والذي يبدو في أحيان كثيرة في قطيعة مع الحاضر.

المساهمون