إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

18 سبتمبر 2018
محمد أبو النجا/ مصر
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين دراسات الفلسفة الإسلامية والفكر والتراث القصصي العالمي والتاريخ الحديث والدراسات الاجتماعية.

■ ■ ■

تصدر عن دار "آفاق" في القاهرة ترجمة لخمسة كتب للمفكر والفيلسوف الإيراني سيِّد حسين نصر (1933)، هي "ثلاثة حكماء مسلمين: السهروردي، ابن سينا، ابن عربي"، و"الإسلام ووعثاء الإنسان الغربي الحديث"، و"الإنسان والطبيعة"، و"مثالات الإسلام وحقائقه" و"الفكر والحياة الإسلامية" نقلها إلى العربية المترجم عمر نور الدين. يعالج نصر في أعماله عدة ثيمات، وقد يكون من المفكرين المعاصرين القلائل الذين فكروا في البيئة ومشكلاتها الراهنة على نحو فلسفي، ولديه نظرية خاصة بالوحدة المتعالية للأديان وأخرى في مناهضة الحداثة.


عن منشورات "هارفارد"، صدر مؤخراً كتاب "لصوص عجائبيون" للباحث باولو ليموس هورتا، الكتاب يتناول الكيفية التي نقلت بها "ألف ليلة وليلة" إلى اللغات الأوروبية من خلال الاتصال الثقافي من جهة، والسرقة الأدبية من جهة أخرى. ويرى المؤلف أن النسخ الأوروبية مزيج من قصص جُمعت من مقاهي حلب وصالونات باريس وكالكوتا ولندن، ويقدم للقارئ تعريفاً بالشعراء والدارسين وكل من أضاف إلى القصص الشهيرة، محاججاً أن كل نسخة من "ألف ليلة وليلة" باللغات الأوروبية المختلفة أعيدت صياغة القصص فيها وفقاً لطموحات رواة القصص وناقليها.


في طبعة مشتركة بين "دار التنوير" و"منشورات الرافدين" و"مركز دراسات فلسفة الدين في بغداد"، صدر مؤخراً كتاب "الدين والاغتراب الميتافزيقي" للباحث العراقي عبد الجبار الغفاري. العمل بحسب مؤلفه يمثل تكملة لإصداره السابق "الدين والظمأ الأنطولوجي"، ضمن محاولة لدراسة الدين بأدوات علمية خارج التصوّرات المهيمنة في تناول الدين كـ"وهم" (فرويد) أو كـ"مخدّر" (ماركس)، أو كـ "مرحلة من مراحل تطور البشرية" (كونت). من المسائل التي يدرسها العمل كيف يخرج الدين عن قواعده كحاجة وجودية ليهمين على مجالات أخرى من الحياة.


عن "الروافد الثقافية" و"ابن النديم"، صدر مؤخراً كتاب "العلم عند العثمانيين: الإبداع الثقافي والتبادل المعرفي" للمؤرخة ميري شيفير موسنسون، بترجمة محمد شعبان صوان. يعارض الكتاب الصورة الغربية السائدة لدى الأوروبيين عن العثمانيين في نهايات القرن التاسع عشر، إذ تؤكد الكاتبة أن المجتمع والثقافة العثمانية أوجدا بيئة خصبة راعية للنشاطات العلمية والمعرفية، كما درست أنماط التعليم عند العثمانيين ودور الدولة في النشاط التقني وأدوار العلماء والمثقفين، وأظهرت أن العلم كان قوة محركة ساهمت في بقاء الإمبراطورية لستة قرون.


"الحركات الاجتماعية في تونس.. السياقات، الفاعلون، وسيناريوهات التطوّر المحتملة" عنوان كتاب أعدّه الباحثان التونسيان منير سعيداني وفؤاد غربالي، وصدر مؤخراً عن "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية". العمل هو نتاج تقرير وعمل بحثي ميداني عُرض ضمن "المؤتمر الوطني للحركات الاجتماعي" وجرى تطويره بناء على مخرجاته. يهدف الباحثان إلى قراءة تطوّر الحركات الاجتماعية في تونس، والتي مثلت مرحلة ما بعد 2011 فرصة لبروزها كفاعل اجتماعي أساسي، ومن خلال ذلك فهم صيغ التقاطع والتخالف والتعاون بين مختلف الحركات.


عن منشورات "جيوفرا"، صدر مؤخراً كتاب "بنية التاريخ" لـ فيليب فابري الذي ينتقل في هذا العمل من تخصّصه الأصلي في التاريخ الروماني إلى مبحث نظري يتعلّق بسؤال بات يعدّ كلاسيكياً حول وجود بنية للتاريخ، باعتبار أنه مجموعة أحداث، وهو توجّه يستفيد من المدارس اللسانية والأدبية الحديثة التي تقرأ النصوص ضمن بنى. إضافة إلى هذه الروافد يعتمد فابري على نتائج علم الاقتصاد وتوقعاته التي تفيد في بناء سيناريوهات للأحداث غالباً ما يخضع لها التاريخ رغم اعترافه بوجود عناصر تكسر فكرة البنية مثل الثورات وإفلاس الدول.


بترجمة خالد الجبيلي، صدر مؤخراً عن "منشورات نينوى" كتاب "السوريون المعاصريون. ملاحظات حول المجتمع المحلي في بيروت ودمشق وحلب وجبل لبنان وجبال الدروز في الأعوام 1841 و1842 و1843". العمل كما يشير مترجمه في المقدمة، لا يحمل اسم مؤلف حيث أن طبعته الأصلية تحمل توقيع "بقلم طالب دراسات شرقية". يمكن تصنيف الكتاب من خلال محتواه ضمن أدب الرحلة حيث يتنقل المؤلف المجهول الهوية بين مدن شامية متعددة ويضيء من خلال ذلك أحوال مجتمعاتها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية في فترة شهدت تحوّلات كبيرة ومتنوّعة.


صدر حديثاً كتاب "الهوية: المطالبة بالكرامة وسياسات الاستياء" للكاتب الأميركي فرانسيس فوكوياما ضمن إصدارات "بروفايل". يتناول صاحب "نهاية التاريخ" حالة الغضب التي تسود العالم اليوم، بوصفها نتيجة لعدة أزمات وتحولات عرفها العالم في الألفية الثالثة، ومن بينها الأزمة المالية والتسارع التكنولوجي الرهيب، والنكوص عن الديمقراطية، والاستعلاءات العرقية. وهي مجموعة عوامل تدفع الناس إلى كثير من الارتداد إلى انتماءات ضيقة: قومية، وعرقية، ولونية، وجنسية، إلخ. في محاولة للشعور بالحماية والأمان والاعتراف الاجتماعي.


المساهمون