إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

07 اغسطس 2018
تيموثي إيلي/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين تاريخ الفلسفة والفكر والتاريخ السياسي والرواية والنقد واليوميات.

■ ■ ■


تصدر قريباً عن دار "المدى الإسلامي" ترجمة لـ "بحرٌ بلا ساحل: ابن عربي، الكتاب والشريعة" لـ ميشيل شودكيفيتش وقد نقله إلى العربية أحمد الصادقي. تعيد الدراسة قراءة عدة نصوص لابن عربي، وتحلّل العلاقة بين النص القرآني، الذي يصفه بـ "البحر الذي لا ساحل له"، وكتاب "الفتوحات المكيّة". كما تكشف عن مبادئ التأويل التي استند إليها ابن عربي في تفسير القرآن، والذي يُعدّ أعمق التفاسير وأكثرها جدّة، وفقاً لشودكيفتش، لأنه وليد التدقيق الحذِر وعدم الوقوف على المعنى الظاهر وحده. الكتاب محاولةٌ لفهم السلوك الصوفي بوصفه سَفراً دائماً في الكلام الإلهي.


ضمن سلسلة "ترجمان"، صدرت مؤخّراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" طبعةٌ ثانية من كتاب "صنع العدو أو كيف تقتل بضمير مرتاح" للباحث الفرنسي بيير كونيسا، بترجمة نبيل عجّان. صدرت الطبعة الأولى من العمل قبل ثلاث سنوات، وتُقدّم الطبعة الجديدة عدداً من الإضافات.

يقوم المبحث الرئيسي على شرح كيفية بناء علاقة العداوة بين الدول، وخصوصاً إشكالية صناعة العدو في فترات خارج الحرب. بذلك، يقدّم كونيسا تفكيكاً لعلم الإستراتيجيا، حيث أنه، وعلى عكس ما يبدو قائماً على المعرفة العلمية الدقيقة، محكومٌ بمنطلقات أيديلوجية واعتقادية.


"مسؤولية المثقّف" عنوان الكتاب الصادر مؤخراً عن "منتدى العلاقات العربية" في الدوحة للكاتب القطري محمد حامد الأحمري. يناقش العمل دور "الكائن المعرفي العملي" في العالَم الحديث، حيث يرى المؤلّف أن المثقّف يتكوّن من المعرفة والوسيلة والدور الاجتماعي والإنساني العابر للمجتمعات والأيديولوجيات، ويلفت إلى التغير الأساسي في وسائل التواصل المعاصرة وأثرها على دور المثقف، يتوقّف عند عدّة قضايا؛ من بينها التساؤل حول علمانية المثقّف وتديّنه، ومكانة الثقافة في حياة الإنسان. كما يُعرّف بكثير من المصطلحات ذات الصلة وآفاق المثقّف في ضوء مستجدّات العصر.


"أدورنو والوجود" كتابٌ صدر حديثاً عن منشورات "هارفارد" لأستاذ تاريخ الفلسفة بيتر إي غوردن، يتناول فيه علاقة المفكّر الألماني ثيودور أدورنو (مدرسة فرانكفورت) بثلاثة من الفلاسفة ونقده لهم؛ وهم الدنماركي كيكغارد الذي كان يرى فيه نموذجاً للبرجوازية المتأخّرة، والألماني هايدغر الذي اعتبره القيّم على "أصالة المصطلح" والذي يخفي مثاليته في هالة شبه واقعية، والألماني الآخر هوسرل، الذي وبالرغم من العقلانية المتشددة لمجال الفينومينولوجيا الذي أسّسه، إلا أن أدورنو يرى فيه محاولة عبثية للإفلات من سجن الوعي.


صدر حديثاً كتاب "أثر التفكير الفلسفي في التأويل الإسلامي، تأثير المنطق الرواقي في علم الكلام" عن منشورات "ضفاف"، وهو دراسة للباحث الجزائري محمد وادفل مضمونها العام التأثير الثقافي بين الأمم، والتي يأخذ نموذجاً عليها أثر المنطق اليوناني في علم الكلام الإسلامي. يتناول العمل المسألة في محورَين؛ الأوّل يُحلّل المصادر التي كُتبت حول أصل كتب الرواقيين في المجال المنطقي على الخصوص وعلم الكلام الإسلامي، والثاني يستكشف إمكانية المقارنة بين المنطق اليوناني والتأويل الإسلامي، وذلك من خلال دراسة كتابات المعتزلة والأشاعرة وانعكاساتها على الثقافة الإسلامية.


بترجمة عبد السلام باشا، صدرت مؤخّراً رواية "تنفّس صناعي" للكاتب الأرجنتيني ريكاردو بيغليا (1941 - 2017). صدر العمل في لغته الأصلية سنة 1980، وكان أوّل رواية يصدرها بيغليا بعد أن نشر قبلها مجموعات قصصية كرّسته كأحد ألمع الكتّاب الشباب في أميركا اللاتينية. يتطرّق الكتاب إلى عوالم الكتابة وتطوّر تقنياتها في فترة ممتدّة تاريخياً تبدأ مع بدايات القرن التاسع عشر وتصل إلى الفترة التي نُشرت فيها الرواية. بذلك، صُنّف العمل في الوقت نفسه كرواية تاريخية وككتابة تجريبية حرّة، خصوصاً أنه جمع عدّة أجناس؛ مثل المذكّرات والرسائل، إضافةً إلى السرد.


"أحمد الرحموني: مسيرته ومصيره إثر الصراع اليوسفي البورقيبي (1920 - 1963)"، عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث التونسي إدريس رائسي عن منشورات "سوتيميديا". يرصد العمل لحظة مفرقية بعد استقلال تونس، حيث يظهر الرحموني كأحد معارضي خيارات نظام بورقيبة، خصوصاً في مسألة إلغاء التعليم الزيتوني، والنمط الاجتماعي الذي طرحه الدولة على شعبها. الاختلاف في هذه المسائل سرعان ما تحوّل إلى الجبهة السياسية حيث استغلّ النظام البورقيبي حسمه الصراع السياسي مع أنصار صالح بين يوسف لقطع الطريق أمام كل معارضة ممكنة في تونس.


صدر مؤخّراً كتاب "اليوميات 1899 - 1904" للروائي الفرنسي جول رونار (1864 - 1910) عن منشورات "تاكست أنتغرال" المتخصّصة في جمع ونشر الكتابات الشخصية للمشاهير. تقابل الفترة التي يتناولها الكتاب مرحلة الاعتراف بـ جول رونار ككاتب هامّ في الساحة الثقافية الفرنسية بعد أن صُنّف في بداية مشواره ككاتب أطفال. المفارقة أن الاعتراف به جرى من خلال روايته "بوال دو كاروت" (تُرجمت إلى العربية بعنوان: "مغامرات الفتى أصهب"، محمد علي اليوسفي)، وهي رواية بطلها طفل. يُذكر أن يوميات أخرى صدرت لرونار في 1925 لكنها تقف عند نهاية القرن التاسع عشر.


المساهمون