"خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي": بين المخرج والمصوّر

"خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي": بين المخرج والمصوّر

05 اغسطس 2018
(محمد خان)
+ الخط -

عن "دار الكرمة للنشر" في القاهرة، صدر للمصوّر السينمائي سعيد شيمي الجزء الأول من كتاب "خطابات محمد خان إلى سعيد شيمي" التي تؤرخ عبر رسائلهما المتبادلة علاقة امتدّت من ستينيات القرن الماضي مع صاحب "خرج ولم يعد".

الكتاب يتضمّن تقديماً للناقد محمود عبد الشكور، ويحتوي على صور ووثائق نادرة، تسجّل للعلاقة بين الصديقين بين عامي 1959 إلى 1966، على أن يصدر جزء ثانٍ حول الفترة بين 1967 إلى 1972، أما الجزء الثالث والأخير فمن المقرر أن ينتهي برحيل خان عام 2016.

كان الفنانان يذهبان سوية برفقة عائلتيهما أثناء الطفولة إلى قاعات السينما الصيفية في وسط البلد في القاهرة، مثل "استراند" و"سان جيمس" و"الكورسال"، و"بارادي " وهناك بدأت علاقتهما مع الشاشة الفضية حين كانا يقلّدان أبطالاً من الأفلام التي يشاهدانها.

يروي الكتاب لحظة اضطر والد محمد خان للسفر إلى لندن عام 1959 عقب قرار تأميم بعض الشركات، مصطحباً أسرته معه، وفي تلك المرحلة واظب الصديقان تبادل الرسائل بمعدل ثلاث إلى رسائل أسبوعياً، لتصبح عادة بينهما امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً، كان محورها الأساسي هو السينما عبر إبداء وجهات نظرهما عن الأفلام الجديدة وصنّاعها والتقنيات المستخدمة فيها.

عقب عودة محمد خان من لندن قرّر الاثنان العمل سوياً في عدد من الأفلام منها "ضربة شمس"، و"طائر على الطريق"، و"الحرّيف" الذي حقق نجاحات كبيرة لكنهما توافقا بعده على إيقاف التعاون بينهما، وأن يقدّم كلّ منهما إبداعاته بمفرده، وأن يحتفظا بعلاقتهما الإنسانية بعيداً عن المهنة.

يقول عبد الشكور في تقديمه: "كأننا أمام دراما هائلة تمثل قصة حياة محمد خان في سنوات الشباب، مكتوبة بصراحة مطلقة، وكأن كل سنة هي فصل مثير، تتخلله لحظات صعود وهبوط، وأمل وإحباط. إننا تقريباً أمام مذكرات عقل ووجدان وعين شاب مصري رأى وسمع وشاهد، ونحن أيضاً أمام وثيقة مدهشة عن جيل يكتشف معنى الفن والحياة، ويحاول في نفس الوقت أن يكتشف نفسه وقدراته، لكي يعبر بهذه القدرات من عالم الهواية إلى دنيا الاحتراف، من شغف الفرجة، وهي أساس كل شيء، إلى حلم صناعة الأفلام، وبهجة تحقيق السينما".

يذكر أن شيمي ولد عام 1943، وقد صوّر حوالي 75 فيلماً تسجيلياً وقصيراً و108 أفلام روائية طويلة، من أبرزها "جحيم تحت الماء"، و"العار"، و"البريء"، و"الحب فوق هضبة الهرم".

المساهمون