"جدل الفضاء الافتراضي": حول سجالات الراهن التونسي

"جدل الفضاء الافتراضي": حول سجالات الراهن التونسي

12 اغسطس 2018
هالة لمين/ تونس
+ الخط -
تعيش تونس هذه الأيام جدلاً موسّعاً على خلفية تقرير أنجزته "لجنة الحريات الفردية والمساواة"، حيث يرى شق أن مقترحات هذا التقرير تمسّ بالهوية الإسلامية للبلاد، فيما يرى الشق المقابل بأنه خطوة ضرورية نحو دولة حديثة. ومن أبرز المقترحات إلغاء عقوبة الإعدام، والمساواة بين المرأة والرجل في الميراث، وتجنب المصطلحات الفقهية في القوانين المدنية.

يجد هذا السجال مسرحاً في عدة فضاءات، منها الشارع، حيث تعدّدت المظاهرات والتجمعات في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

في كتاب "تقرير الحريات الفردية والمساواة، جدل الفضاء الافتراضي: الفايسبوك نموذجاً"، الذي صدر مؤخراً عن منشورات "سوتيميديا"، يقدّم الباحث والإعلامي التونسي عبد السلام الزبيدي (1970) قراءة موسّعة حول ما يدور من خلال "الفضاء الافتراضي".

من هنا، يعتمد العمل على المنهجية الميديولوجية، حيث يفترض أن الفضاء الافتراضي، تحديداً موقع الفيسبوك باعتباره وسيلة التواصل الأكثر استعمالاً في تونس، ليس مجرد واسطة نقل وإبلاغ وإنّما تصبح واسطة تُفكّر نيابةً عنّا وعنصراً يساهم في صناعة الواقع.

يرصد الزبيدي بالأساس التفاعلات المختلفة حول التقرير منذ يوم إشهاره (21 تموز/ يوليو 2018)، حيث نجد أهم تدوينات وتصريحات أعضاء اللجنة، ومسحاً لمواقف مؤسسات رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس نواب الشعب، وكذلك لمواقف الأحزاب والمنظمات والجمعيات.

كما يتضمّن الكتاب تخصيص فصل للحوارات التي تضمنها الفيسبوك في شكل تعليقات على تدوينات، من بينها حوار بين رئيسة اللجنة بشرى بلحاج حميدة والكاتب الحبيب بوعجيلة، وآخر بين الأكاديمي والروائي شكري المبخوت والباحث سامي براهم، وهي حوارات لم يشهدها الفضاء الواقعي.

كما يحمل العمل بعداً توثيقياً، حيث يخصّص ملحقاً للبيانات والبلاغات ذات الصلة بالتقرير والمقالات الصحافية التي كانت جزءاً من السجال وفاعلة فيه.  

المساهمون