إصدارت.. نظرة أولى

إصدارت.. نظرة أولى

12 يونيو 2018
غابرييلا سولتي/ هنغاريا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفلسفة والتاريخ والشعر والدراسات الفكرية والنقد الأدبي واليوميات.

■ ■ ■

في طبعة مشتركة بين "منشورات ضفاف"، و"دار الأمان"، ومنشورات الاختلاف"، صدر مؤخراً كتاب "سؤال الفن عند هايدغر"، للباحثة التونسية سلمى بالحاج مبروك، وهو عمل تعود فيه إلى أحد أشهر دروس الفيلسوف الألماني: "أصل العمل الفنّي"، ومنه تستخلص أهم ملامح فكره في الجماليات. تكمن أهمية هذه العودة في ارتباط التفكير في الفن مع أهم انشغالات هايدغر الأخرى مثل الفلسفة الوجودية والفينومينولوجيا والتأويلية. تضع بالحاج مبروك هذا النص في سياقاته الفكرية في النصف الأول من القرن العشرين، مبرزة الجدل الذي رافق تقبّل هذا النص في أكثر من ثقافة.


تعود المؤرّخة كاترين كيكوشي في كتاب "بندقية الكتب"، إلى العلاقة بين عصر النهضة الأوروبية وتطوّر صناعة الكتاب، حيث مثّل الأخير في ذلك الوقت المحمل الرئيسي للمعرفة. الكتاب الذي صدر عن منشورات "شان فالون"، يعيد النظر في مقولة أن الطباعة اختُرعت في ألمانيا، حيث تعتبر كيكوشي أن مدينة البندقية عرفت المطابع قبل ماينس، مدينة غوتنبرغ، وأن مساهمة الأخير تتوقف عند تصميم الآلة الطابعة، دون أن يكون له دور في تحوّلها إلى محرّك من محرّكات عصر النهضة، وهو الدور الذي لعبته البندقية بسبب التحرّر الفكري والتجاري فيها وتوفّر بنى ثقافية تغيب في ألمانيا وقتها.


"الفضاء الثقافي للرواية العربية"، عنوان كتاب صدر مؤخراً عن "دار نينوى" لـ محمد العبّاس، يتضمّن دراسات حول "حال ومآل الرواية العربية باعتبارها الجنس الأدبي الأكثر تداولاً للتعبير عن تفاصيل اللحظة المعيشة التي يعبرها الإنسان العربي". يلتفت العمل بالخصوص إلى "التربة الثقافية" التي تتحرك فوقها النصوص الروائية في العالم العربي أكثر من الدخول في التفاصيل الإبداعية والعوالم المتخيّلة التي تشتغل عليها هذه النصوص. يدرس الكتاب أيضاً أسباب تحوّل الكتابة الروائية إلى الظاهرة الإبداعية الأولى في مختلف البلدان العربية، وإن بمستويات مختلفة.


بترجمة الشاعر العراقي قحطان جاسم، صدرت مؤخراً "مختارات شعرية" من أعمال الشاعرة الدنماركية لولا بايدل (1951)، عن منشورات "دار الدراويش". تنتمي بايدل إلى جيل أدبي ظهر في سبعينيات القرن الماضي، وأدخل الكثير من التجديد على القصيدة الدنماركية، حيث أتى بأشياء الحياة اليومية إلى الشعر وظهرت فيه تأثيرات من ثقافات أخرى، أبرزها الألمانية والأنغلوساكسونية. من إصداراتها الشعرية: "بعض الأحياء فقط" (1977)، و"معلمة الضحك" (1983)، و"تستطيعون ذلك بسهولة" (1997)، كما أصدرت رواية في عام 2003 بعنوان "مثل مبعوث من السماء".


صدر مؤخراً كتاب "الذاكرة الثقافية للقصيدة العربية في العصر الحديث"، للكاتب سلطان الزغول، عن دار "أزمنة". العمل هو دراسة تسعى إلى التعرّف على أبرز تجليات الذاكرة الثقافية فـي الشعر العربي الحديث، ويتناول علاقة النصّ الأدبي بالاجتماعي والسياسي والثقافي، حيث يرى الكاتب أن الشعر العربي الحديث يتميز بانشداده إلى ذاكرة ثقافية غنية، تمضي عمودياً لتغور فـي رحم الأسطورة القديمة، أو تجول عبر التراث العربي الإسلامي. كما أنها تسير أفقياً عبر خطاب الحداثة على المستويات كلها: الفلسفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والفنية.


صدر حديثاً عن منشورات "أكسفورد" كتاب "غير مستقر: مخيمات اللجوء وصناعة التعددية الثقافية في بريطانيا"، للأكاديمية جوردانا بيلكين. العمل يتتبع تاريخ اللجوء إلى بريطانيا من مختلف الأعراق، ويبرز الوجه الذي أظهرته البلاد خلال القرن العشرين والذي كان أكثر تسامحاً مع اللاجئين من الوجه المتزمت إزاء أزمة اللاجئين في الأعوام القليلة الماضية، في حين كانت البلاد قد استقبلت لاجئين من كل الجنسيات والأعراق خلال القرن العشرين، يتتبّع الكتاب تاريخ انتقالهم من مخيمات اللجوء إلى تحوّلهم إلى مواطنين وتأثيرهم في تاريخ بريطانيا الثقافي والاجتماعي والسياسي.


عن دار "الفارابي" صدر مؤخراً كتاب "الرواية والقيم"، لـ لطيف زيتوني، والذي يستكشف علاقة العمل السردي الروائي بالدفاع عن القيم الإنسانية، بوصف الكتابة الروائية ذات إمكانيات فعل قادرة على التغيير العميق في المجتمع وفي قناعاته ووعيه للتاريخ الذي يعاصره. يبحث الكتاب في هذه العملية وكذلك في عدد من حيثياتها، مثل شرعيتها، والوسائل التي تملكها الرواية للمشاركة في صناعة الواقع. كما يبحث الكتاب في شخصية القارئ الذي سيتولى لاحقاً عملية التوعية الثقافية ونقل القيم التي تمرّرها الرواية وكذلك دور الروائي في الفعل التاريخي.


يصدر قريباً عن دار "الكتب خان" كتاب "يوميات الملل الثوري"، للصحافي المصري الراحل هاني درويش (1974-2013)، وهي ملاحظات وتأملات كتبت على شكل يوميات مع اندلاع الثورة في مصر في بدايات 2011 لتصل إلى فترة قريبة من رحيله في 2013. يرصد درويش أحوال القاهرة وتقلباتها السياسية والاجتماعية والثقافية. الكتاب مقسّم إلى ثلاثة أجزاء: "يوميات"، و"تيارات" و"مدن وعسكر". يقول الكاتب "في لحظات احتشاد الميدان، كان البحث عن صديق منجاة من غربة الأكتاف الموحدة. لا أعوّل إلا على ما تُضيفه كلماتي في كتاب مفتوح. أكره السياسة باجتماعاتها وإجماعها، حتى حين أتحدث فيها".


المساهمون