إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

10 ابريل 2018
تيموثي سي. إيلي/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والتاريخية والفكرية والأنثربولوجية والرواية.

■ ■ ■

عن "منتدى العلاقات العربية والدولية"، صدر كتاب "صناعة الإنسان المَدين: دراسة حول الوضعية النيوليبرالية" للمفكّر الإيطالي موريزيو لازاراتو، بترجمة الحسن مصباح. فعبر إعادة قراءة ماركس ونيتشه ودولوز وغتاري وفوكو، يحاول لازاراتو أن يحاجج بأن "الدَّيْن هو قبل كل شيء بناء سياسي، وأن علاقة الدائن/ المدين هي العلاقة الاجتماعية الرئيسية في مجتمعاتنا". ويطرح عدداً من الأسئلة من قبيل: كيف يمكن الخروج من هذا الوضع المستحيل؟ كيف الفرار من الوضعية النيوليبرالية للإنسان المدين؟ ويدفع باتجاه إعادة النظر في العلاقات الاجتماعية التي تهيكل الرأسمالية.


"فلسفة الجسم عند ابن رشد" لحسن مجيد العبيدي، الباحث العراقي وأستاذ الفلسفة في"الجامعة المستنصرية"، كتابٌ صدر مؤخراً عن "ضفاف" و"الاختلاف" و"الأمان". نقرأ من على ظهر الغلاف: "الجانب الطبيعي الفلسفي من آراء ابن رشد، لم يخضع للدرس الفلسفي الأكاديمي، ولا سيّما موقفه من الجسم الطبيعي ومبادئه (الهيولى والصورة والعدم)، مما جعل ذلك دافعاً قويّاً وحافزاً لدراسة هذا الجانب من فلسفته، من خلال بيان الآراء التي خرج بها في هذا المجال، وأصالته فيها، لتشكّل هذه الدراسة إلى جانب دراسات أخرى صورة متكاملة عن فلسفته".


عن منشورات "سوتيميديا"، صدر مؤخراً كتاب "الأعياد الشعبية التونسية" للمؤرّخ محجوب السميراني. يحاول المؤلف الخروج من النظرة الفولكلورية للأعياد الشعبية، وبالتالي تجاوز المقاربة الوصفية إلى البحث الدلالي، إذ يعتبرها جملة من التراكمات التاريخية الموروثة التي تسهم في تكوين الشخصية الجماعية، مبيّناً تعدّد مرجعياتها على المستويين الزمني والعرقي، كما يرصد متغيّراتها، من العصور الوثنية وصولاً إلى الزمن الحديث حين تبنّت الدولة الوطنية بعضها، خصوصاً الدينية منها، وتركت أخرى في الهامش أو مارست ضغطاً للحدّ من ظهورها في الحيّز العام.


بمناسبة مرور خمسينية اغتيال مارتن لوثر كينغ (تقابل الرابع من نيسان/ إبريل)، صدر كتاب "الحلم المكسور" للكاتب الفرنسي روجيه مارتن عن منشورات "إيديسيون دي بوريه". ينطلق المؤلف من سؤال: "لماذا جرى اغتيال لوثر كينغ؟"، وهو سؤال يقوده للبحث في أكثر من اتجاه مثل شخصية القاتل والتعامل الرسمي والإعلامي مع القضية. يذكر أن مؤلف الكتاب كان قد خصّص إصدارات سابقة لقضايا العنصرية منها: "رحلة إلى أميركا الفاشية"، ومعجم بعنوان "إمبراطورية الشر" جمع فيه حوادث الاعتداءات العنصرية والميزوجينية في الولايات المتحدة الأميركية.


بترجمة زياد الملا، صدر مؤخراً كتاب "المجتمع السوري في العصر الإمبراطوري.. القرن الأول-الثالث ميلادي" لـ إيليا شيفمان عن منشورات "دار الطليعة الجديدة". من أهم النقاط التي يدرسها العمل؛ التعايشُ بين سلطات القيصر الروماني والأسر الحاكمة في المدن السورية وقتها. هذه الأسر كانت تعود إلى العصر الهلنيستي السابق للغزو الروماني. هذا الوضع الاستثنائي انعكس على المجتمع بشكل بارز، من خلال تحوّلات المعتقدات المختلفة وكذلك في أنظمة العيش وسن القوانين. نفس المرحلة شهدت أيضاً، وتحت هذه الثنائيات، ترسّخ الديانة المسيحية الناشئة.


أصدر الكاتب والباحث التونسي شكري المبخوت مؤخراً عملاً بعنوان "تاريخ التكفير في تونس" عن "دار مسكيلياني"، وهو بذلك يقدّم عملاً أقرب إلى التاريخ السياسي، بعيداً عن مناطق اشتغاله المعروفة في اللسانيات والدراسات الأدبية، أو في الكتابة الروائية والقصصية. يدرس المبخوت في عمله السياقات التي حفّت بعدد من القضايا التكفيرية الكبرى في التاريخ التونسي، مثل ما حدث مع الطاهر الحدّاد في بداية القرن العشرين عند دعوته لتحرير المرأة، محلّلاً الأفكار التي أدت إلى تكفير هؤلاء، والأفكار التي تقع في الجهة المقابلة وتظهر في شكل "أحكام شرعية".


"انفلات التاريخ.. منطق جديد للعنف" عنوان الكتاب الأخير لمؤرخ الأفكار الفرنسي فرانسوا كوسيه، وقد أصدرته مؤخراً "لاديكوفارت". يقدّم الكتاب مجموعة من المقالات التي تتناول قضايا راهنة تتّسم بحسب كوسيه بأنها نتائج "انتصارات اعتبرت محسومة وهي ليست كذلك"، مثل مسألة الوعي بالبيئة، إذ إن نسق تدمير الطبيعة في تصاعد متواصل، أو قضية العنصرية التي لم توفّر لها القوانين سوى عملية رقابة سطحية فيما تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ملايين الإهانات، وحول العنف يقول بأن جميع الدول لم تنجح سوى في فرض "سلام بوليسي" على مجتمعاتها.


عن "منشورات الجمل"، صدرت مؤخراً رواية "البوصلة" للروائي الفرنسي ماتياس إينار، بترجمة طارق أبي سمرا. نقرأ من على ظهر الغلاف: "كنت أستمع إلى حديثها شارد الذهن، مستغرقاً في تأمّلها. بالرغم من هزالها والهالات السود تحت عينيها، كان وجهها ينضح بالقوّة والتصميم والحنو في الوقت عينه. نظراتها كانت تشعّ بلهيب أفكارها؛ صدرها كان يبدو أكثر ضموراً من ما كان عليه قبل بضعة أشهر؛ كانت تقويرة كنزتها من الكشمير الأسود، تكشف عن طرف من اللون عينه... وكان النمش الذي يُبرقع بشرتها حيث العظمة الناتئة التي تتوسط قفصها الصدري...".


المساهمون