شريف بموسى عبد القادر.. فهرس للرواية المغاربية

شريف بموسى عبد القادر.. فهرس للرواية المغاربية

26 مارس 2018
("صومعة حسّان" في الرباط، تصوير: كلاوديو بيدوشي)
+ الخط -

تحت عنوان "الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغربية" (دار إي كتب)، أصدر الباحث والأكاديمي الجزائري شريف بموسى عبد القادر، الجزء الثاني من فهرسة الإصدارات السردية في المغرب ما بين عامي 1942 وحتى 2015، بينما كان الجزء الأول يختص بالرواية الجزائرية.

في لقاء مع "العربي الجديد"، يتناول أستاذ الرواية المغاربية والسرديات في "جامعة تلمسان" أهمية هذا النوع من التوثيق في الدراسات الأدبية، فيقول؛ بالنسبة إلى الكاتب فإن "أيّة دراسة تعتمد في تناولها لظاهرة أدبية ما أو لجنس أدبي على متنٍ، سواء كان هذا المتن سردياً أو شعرياً أو غيرهما؛ ولهذا فستحتاج أيّة دراسة عن الرواية إلى متن روائي تقوم عليه وتنبني. ومن هنا فلا بدّ لأيّة دراسة معاصرة عن الرواية المغاربية أن تكون ملمّة بالإنتاج الروائي المغاربي حتّى تكون هذه الدراسة موضوعية. لكنّ عدد الروايات العربية المغاربية المتزايد عاماً بعد عام، يجعل من الصعوبة بمكان لأيّ دارس الإلمام بجميع عناوين هذه الروايات الجديدة الصادرة، فضلاً عن قراءتها أو دراستها".

من هنا تأتي أهمية هذا الفهرس البيبليوغرافي للرواية المغاربية بأجزائه الأربعة، إذ كان الهدف من هذا العمل أرشفة الرواية المغاربية وترتيبها بحسب سنة الصدور الأولى ولغاية سنة 2015، بالنظر إلى الفراغ الكبير الذي ما زال يعرفه هذا المجال على صعيد الجامعات المغاربية والعربية، بحيث ما زال من الصعوبة بمكان معرفة ما يصدر في هذا القطر المغاربي من نصوص روائية جديدة.

يتضمّن الفهرس جميع الروائيين والروائيات المغاربة، مرتّبين أبجدياً مع جميع رواياتهم المدوّنة في هذا الفهرس مرتّبة ترتيباً تاريخياً بحسب سنة الصدور الأولى. كلّ هذا، بحسب الباحث: "تسهيلاً للدارسين والباحثين وطلبة الجامعات، للعودة إلى روائي معيّن حيث سيجدون جميع رواياته مرتّبة بتاريخ الصدور الأول". ومن هنا فإنّ أيّة دراسة أكاديمية جادة عن صيرورة الرواية المغربية، لا بدّ لها من الاعتماد على هذا الفهرس الذي ستجده خير عون لها.

يوضح عبد القادر أن الفهرس "يُمكّن الروائيين المغاربة من معرفة كلّ ما صدر من روايات مغربية حتى سنة 2015، ومعرفة أسماء الروائيين الآخرين وعدد ما كتبوه من روايات. فأثناء قيامي بالتواصل مع الروائيين الجزائريين والمغاربة وحتّى التونسيين لسؤالهم عن بيانات رواياتهم، صادف أن وقعت لي مع بعضهم مواقف تدلّ على الهوة الكبيرة الموجودة بين روائيّي القطر الواحد، فما بالك بالأقطار المغاربية الخمسة. مثلاً، اتّصلت بروائي مغربي أسأله عن رقم هاتف روائي مغربي شاب من مدينته لديه روايتان كي أتّصل به لأتأكّد من بيانات روايتيه من حيث الطبعة الأولى وعدد الصفحات، فردّ عليّ بالحرف الواحد بأنّها المرة الأولى التي يسمع فيها بهذا الروائي، فضلاً عن جهله التام بروايتيه".

الحادثة تمثّل في نظر الباحث "مدى عزلة الروائي المغربي عما يجري في قطره وجهله بما يصدر من روايات مغربية كل عام. فلو طلبت من أيّ روائي مغربي أن يذكر لك عناوين روايات مغربية صادرة في الألفية الثالثة بدون رواياته فلن يتجاوز على أكثر التقدير الثلاثين عنواناً، مع أنّ عدد الروايات المغربية في الألفية الثالثة يتجاوز 684 رواية".

أخذ المشروع أكثر من سبع سنوات، "قضيتها متنقّلاً بين مكتبات جامعية عديدة ومكتبات وطنية مغاربية، بالإضافة إلى مواقع المكتبة الوطنية المغربية والمكتبة الوطنية في تونس وغيرهما من المواقع المهمة"، يقول الباحث الجزائري.

وبعد الجزأين الأول والثاني، يصدر الجزء الثالث الخاص ببيبليوغرافيا الرواية التونسية والليبية والموريتانية إلى سنة 2015 مع بداية شهر نيسان/ إبريل المقبل، وسيكون هناك جزء رابع وأخير، يصفه عبد القادر بأنه "مفاجأة أكاديمية على درجة كبيرة من الأهميّة سيصدر في نيسان/ إبريل أيضاً".

المساهمون