"العرب والولايات المتحدة": علاقات في بيئة متغيرة

"العرب والولايات المتحدة": علاقات في بيئة متغيرة

14 مارس 2018
محمد مهر الدين/ العراق
+ الخط -
لا تزال العلاقة بين العرب وأميركا شائكة بعد مرور حوالي القرنين على احتكاك كل طرف بالآخر، لكنها ازدادت تعقيداً منذ بدء توسيع النفوذ الأميركي باتجاه المنطقة العربية بعد منتصف القرن الماضي، وتدخّلها في الحروب التي شهدتها العقود الماضية، وبالأخص الصراع العربي الصهيوني.

"العرب والولايات المتحدة الأميركية" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، والذي يحتوي ثلاثة أقسام؛ "الاستراتيجيا الأميركية في الشرق الأوسط"، وفيه سبعة فصول؛ و"العلاقات الثنائية العربية – الأميركية"، وفيه أيضاً سبعة فصول؛ و"المقاربات الأميركية تجاه الثورات العربية"، وفيه أربعة فصول.

يمثّل الكتاب مختاراتٍ محكّمة من بحوث قُدّمت في مؤتمر "العرب والولايات المتحدة الأميركية: المصالح والمخاوف والاهتمامات في بيئة متغيرة"، الذي عُقد في العاصمة القطرية ما بين 14 و16 حزيران/ يونيو 2014، مفككاً هذه العلاقة المركّبة وأوجهها المختلفة، مع الأخذ في الحسبان التحوّلات التي طرأت عليها.

في الفصل الأول "جذور الواقعية والمثالية"، ركّز ريتشارد مورفي على الجانب التاريخي في الاستراتيجيا الأميركية في الهلال الخصيب، التي تشكّلت مصالحها في الشرق مع الحرب الباردة، ما أوجَد أبعاداً سلبية في العلاقات العربية – الأميركية.

رأى مروان قبلان، في الفصل الثاني "المقاربة الأميركية تجاه تسوية الصراع العربي – الإسرائيلي"، أن أميركا تعاملت مع الصراع منذ بدايته بمنطق إدارة الأزمة لا حلّها، وباعتباره وسيلة لخدمة أهدافها الاستراتيجية العليا في المنطقة.

في الفصل الثالث "التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين وآفاقها في ظلّ إدارة أوباما"، عرض أسامة أبو أرشيد مساعي إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للتسوية، وتناول مازن الرمضاني في الفصل الرابع "مستقبل السياسة الخارجية الأميركية حيال العراق"، حيث أن إدراك الولايات المتحدة للعراق في الماضي والحاضر حدّد أنماط تعاملها معه، ومن المرجّح أنه سيحددها في المستقبل، في الأمد المتوسط أيضاً.

يخلص إبراهيم فريحات في الفصل الخامس "هل تعيد الولايات المتحدة تعريف سياستها في الشرق الأوسط؟"، إلى أن حلفاء الأمس بالنسبة إلى أميركا هم حلفاء اليوم وربما غداً أيضاً، لكن قوّة تأثيرها في الحلفاء أنفسهم تراجعت.

يركّز رغيد الصلح في الفصل السادس "الولايات المتحدة والتكامل الإقليمي في المنطقة العربية"، على المواقف والسياسات الأميركية من العمل العربي المشترك، أما قادير أوستون فتناول في الفصل السابع "الدور التركي في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، مسألة الأدوار الإقليمية للسياسات الأميركية في المنطقة"، دور تركيا المرشّح الطبيعي لتصبح الحليف الإقليمي الذي يمكن أن تعتمد عليه واشنطن.

يتناول ديفيد أوتاوي في الفصل الثامن "البحث عن سياسة خليجية جديدة"، متغيرات السياسة الأميركية تجاه الخليج العربي"، وفي الفصل التاسع، تأثير التحول في العلاقات السعودية - الأميركية في الدور السعودي الإقليمي، يناقش منصور المرزوقي البقمي أثر المتغيرات الإقليمية في العلاقات الأميركية - الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص.

في الفصل العاشر "أسواق النفط والغاز المتغيرة والشرق الأوسط المتغير"، يرصد دانييل سيروير أهمية الطاقة في السياسة الأميركية تجاه الخليج العربي، كما يرى أنتوني كوردسمان في الفصل الحادي عشر "سبل تحسين الشراكة الأميركية - الخليجية: التخطيط للمستقبل، العلاقات الخليجية - الأميركية في الأمد المنظور"، أن الولايات المتحدة لا تتحوّل عن الشرق الأوسط نحو آسيا.

يتتبّع عبد الوهاب الأفندي في الفصل الثاني عشر "أميركا والسودان"، تحوّلات السياسة الخارجية الأميركية تجاه السودان في العقود الأربعة المنصرمة، وفي الفصل الثالث عشر، "العلاقات السودانية - الأميركية في عهد حكومة الإنقاذ"، يحلل حسن الحاج علي التوجّه الإسلامي للحكومة السودانية بوصفه أحمد العوامل الرئيسة التي تؤثِّر في تشكيل السياسات الأميركية.

يقارب إياد القزاز في الفصل الرابع عشر "صورة العرب والإسلام بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001" من خلال كتب علم الاجتماع التمهيدية في الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 2005 و 2014"، ويؤكد غسان العزي في الفصل الخامس عشر "السياسات الأميركية تجاه التحوّل الديمقراطي الأوروبي (1989) والعربي (2011)، أن الولايات المتحدة تعاملت مع العالم العربي من منظور المصالح والاستراتيجيا القائمة على تأمين النفط وممراته الآمنة، ودعم "إسرائيل" ومكافحة التمدّد الشيوعي.

في الفصل السادس عشر "واشنطن والقاهرة: من ثورة يناير إلى انتخاب السيسي"، يشير محمد المنشاوي إلى أن سياسات الولايات المتحدة أصبحت مجرد ردّات فعل وتغيب عنها المبادرة في ظل الوضع السياسي المضطرب في مصر. بينما تقرأ ميشيل دان في الفصل السابع عشر "رد الولايات المتحدة على الثورات في مصر وتونس"، العوامل المهمة التي تحدّد علاقات الولايات المتحدة مع الدولتين في المستقبل، ويدرس أنور الجمعاوي في الفصل الثامن عشر علاقة "حركة النهضة" في تونس بالولايات المتحدة، ومواقفها منها قبل الثورة وبعدها.

المساهمون