"قطب المعشوقين": رسائل تذهب إلى قونية

"قطب المعشوقين": رسائل تذهب إلى قونية

17 فبراير 2018
عمل للفنانة التركية ريسام أتوس
+ الخط -

كثيرة هي استعادات جلال الدين الرومي، تتنوّع مداخلها من الأدب إلى الفكر مروراً بالتصوّف، كما تتنوّع أجناس هذه الاستعادات من الشعر إلى البحوث، وتمتدّ إلى المسرح والسينما. "قطب المعشوقين: رسائل إلى جلال الدين الرومي" كتاب آخر يستعيد المتصوّف الفارسي، صدر مؤخراً عن "دار سؤال" للكاتبة العُمانية أمامة اللواتي، وفيه تتنوّع الأشكال الأدبية التي تعتمدها في استعادة صاحب "المثنوي" من كتابة السيرة إلى أدب الرحلة، بالإضافة إلى اعتماد شكل الرسالة الأدبية.

في حديث إلى "العربي الجديد"، تشير المؤلفة إلى أنها لامست وهي تعدّ لكتابها هذا التنوّع الكبير في استعادة جلال الدين الرومي، وهي ترى أن "الثقافة العربية تجتهد لاستقبال هذا الشاعر حيث تعدّدت ترجماته وجرى تجويدها في طبعات عصرية وبشروحات أكثر دقة ووضوحاً".

تعتقد اللواتي أن "العودة لفكر التصوّف وبالذات إلى جلال الدين الرومي هو بحث النفس عن السكينة والهدوء والبحث عن الوحدة التي تربطنا كبشر رغم اختلافنا، وقد تكون من أسباب ذلك -كما ذكرتُ في الكتاب- هو ما نعيشه من أحداث محزنة ومخيّبة على مستوى العالم العربي".

حول خيار العنوان، توضّح بأن عبارة "قطب المعشوقين" هي إحدى التسميات التي أطلقها الرومي على معلمه شمس التبريزي، في حين أن العنوان الثانوي للعمل وهو "رسائل إلى جلال الدين الرومي" مستمدّ من مضمون الجزء الثالث لمحتويات الكتاب.

وعن تجربتها مع الشخصية التي اختارتها لعملها، تقول: "تعرفت على جلال الدين الرومي من خلال القراءة، ولشهور ممتدة كنت أقرأ الأجزاء الستة من كتاب "المثنوي"، وأعيش مع كلماته الدهشة والسكينة، وقد صادفت هذه الفترة أنني منشغلة بأبحاث حول التعايش والتعددية الدينية والثقافية في عالمنا المعاصر، ووجدت في فكر الرومي رباطاً إنسانياً يجمع كل المتذوّقين لأصناف المعرفة على مائدة واحدة مع اختلاف الطعام واللون والذوق".

تشير الكاتبة العُمانية إلى دافع آخر أحدثته زيارتها إلى مدينة قونية في تركيا، حيث ضريح جلال الدين الرومي، تقول: "كتبتُ عن هذه الزيارة وحين أطلعت أحد الأصدقاء، وهو الشاعر العزيز عبد الرزاق الربيعي، على تلك النصوص وهي في مسودتها الأولى نصحني ببلورة الفكرة ونشرها في كتاب مع إضافة أجزاء أخرى إليها".

يتضمّن الكتاب أربعة أجزاء تتفاوت أحجامها، فالجزء الأول يحتوي على صياغة اللواتي لسيرة الشاعر الفارسي وتقدّم مؤلفاته وخصوصاً كتاب "المثنوي". أما الجزء الثاني، فهو مخصّص لرحلة قونية ومقام الرومي والحكايات التي التقطتها الكاتبة حوله، في حين يتضمّن الجزء الثالث والأساسي من الكتاب رسائل نثرية وشعرية قصيرة ذات لمسة صوفية، وتغلق المؤلفة عملها بجزء رابع يتضمّن مختارات من "المثنوي" بأجزائه الستة.

المساهمون