"الاستثنائية الإسلامية": دعاوى الصراع حول تشكيل العالم

"الاستثنائية الإسلامية": دعاوى الصراع حول تشكيل العالم

17 فبراير 2018
(شادي حميد)
+ الخط -

"الاستثنائية الإسلامية.. كيف يعيد الصراع حول الإسلام تشكيل العالم" عنوان ترجمة جديدة صدرت عن "مركز نماء للبحوث والدراسات" حديثاً، للباحث في "معهد بروكنجز" شادي حميد، بترجمة صلاح حيدوري، ومراجعة خالد بن مهدي.

الكتاب صدر في نسخته الإنكليزية عام 2016 عن "منشورات مارتينز"، ويتناول فيه الباحث ما وصفه بـ"الاستثناء الإسلامي" كـ"حالة مغايرة للإسلام كدين في تعاطيه مع السياسة، وكيف يمكن أن يعتبر ذلك مؤثراً في فهمنا لراهن ومستقبل الشرق الأوسط، نظراً للارتباك الذي طرأ على تموضعات الدين في المجال العام، ونزاعات الإسلاميين مع الرؤية العلمانية لعلاقات الدين والدولة".

يؤكد الكاتب على استثنائية العلاقة المنسوجة بين الإسلام كدين والسياسة (التي يعتبرها الإسلام من صلبه)، وهو ما يحاول فهمه، بدافع أنه دين "باقٍ"، ويمثّل عاملاً أساسياً في المنطقة العربية-الإسلامية (الشرق الأوسط)، وفي الدول الغربية أيضاً. وتقوم أطروحته على أن ما يبدو من صراع في المنطقة، لا يستند فقط على الانقسامات التي تبدو في ظاهرها سياسية (حول من يمتلك السلطة)، بل يتعداها إلى أسئلة أخرى أكبر من قبيل: ماهي طبيعة وأهداف الدولة الحديثة؟ وما هو دور الإسلام في الحياة العامة (والسياسة في صلبها)؟

يستند حميد على علاقاته -بحكم وظيفته- مع عدد من قادة التيار الإسلاموي في المنطقة في الفترة التي تلت عام 2011، كي يحاول الخروج بما يشبه التفسير لما آلت إليه الأوضاع بعد الثورات والانتفاضات العربية، والتي كانت القوى الإسلاموية جزءاً مهمّاً منها في عدد من بلدان "الربيع العربي".

يقول صاحب "إغراءات السلطة: الإسلاميون والديمقراطية غير الليبرالية في الشرق الأوسط الجديد" (2014) في إحدى مقابلاته إن "العلاقة بين الإسلام والسياسة، على المستويين النظري والعملي، استثنائية. وانطلاقاً من دوره الضخم في القانون والحكم، لطالما كان الإسلام -وسيستمر- مقاوماً للعلمنة".

وإذا كانت هذه الإشكالية محطّ بحث ودراسة وتدافع، سواء في المنطقة العربية أو في الأوساط السياسية والأكاديمية الغربية، فيبدو أن أطروحة حميد تحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم بين الإثنين، بأجندة بحثية تستخدم أدوات الأكاديميا الغربية في شقّها المتعلّق بصناعة السياسات كما هو حال المعهد الذي يعمل فيه، وتحاول في الآن ذاته التقرّب قدر الإمكان من طروحات القوى السياسية الإسلاموية في العالمين العربي والإسلامي؟

يضمّ الكتاب عدداً من الفصول من بينها: "هل الإسلام استثنائي؟"، و"الإخوان المسلمون من الإصلاح إلى الثورة"، و"النموذج التركي"، و"تونس: إسلاميون يتخلّون عن إسلاميتهم"، و"داعش: بعد فشل الدولة"، وغيرها.

المساهمون