إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

27 نوفمبر 2018
ستيفاني ماهان ستيغليانو/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين العمارة والتاريخ ودراسات المجتمع المدني والفكر والفلسفة والسيرة الذاتية.

■ ■ ■

"ذرُومُوس: حكاية مهنة" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "دار الأديب" في عمّان للمعماري والباحث العراقي معاذ الألوسي (1938). يختار الكاتب عنوان كتابه الذي يحيل إلى مفردة الطريق في اللغة اليونانية القديمة لتناول تجربته في التأليف وفي التصميم المعماري، هو الذي أصدر عدّة كتب في العمارة وأسّس في الثمانينيات "ورشة الحداثة المعمارية والثقافية" وأنجز مع عدد من المعماريّين مشاريع ضخمة في بغداد مثل "اتحاد نقابات العمال" (1974) ومسجد الدولة الكبير (1982)، كما كان أحد المشاركين في وضع مخطّطات منطقة الكرخ فيها.


في كتابه "المجتمع المدني: بدعة دخيلة أم ضرورة اجتماعية؟"، الصادر حديثاً عن "دار الهدى"، يرصد الكاتب بشير خلف حالة المجتمع المدني في الجزائر، قائلاً إن المفهوم ظهر بشكل واسع ومتسارع بعد التعددية السياسية سنة 1989، مع ظهور الأحزاب والمنظّمات والجمعيات، معتبراً أن ثمّة سوء فهم لدور المجتمع المدني المتمثّل في الدفاع عن الحقوق الغائبة أو المغيّبة. يعتقد خلف أن "فشل" المجتمع المدني في الجزائر مردّه إلى هشاشته وعدم قدرته على الاستقلالية وإيجاد الموارد المالية خارج السلط المحلية والمركزية.


عن "منشورات ضفاف" و"الاختلاف" و"دار المنصوري"، صدر حديثاً كتاب "سلطان الشرق مراد الرابع" للباحث التركي عبد القادر أوزجان. يرصد المؤلّف الأحداث الداخلية والخارجية في عهد سلطان الأستانة (1612 - 1640) والتي شكّلت محطات مفصلية في مصير الدولة العثمانية التي عانت حينها من الاضطرابات والفوضى، ما دفع الدولة الصفوية إلى مهاجمتها واحتلال أجزاء من أراضيها، حيث وجّه حملتين عسكريتين استطاعتا فكّ الحصار عن بغداد والتقدّم داخل بلاد فارس، كما اتخذ إجراءات قاسية مكّنت من إعادة النظام إلى الدولة واستعادة هيبتها المفقودة.


"الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية.. مشكلات وآفاق" كتاب صدر حديثاً عن "المركز القومي للترجمة" من تأليف داريوش أتيجتكي، وترجمة لبنى الريدي. يقدم العمل تحليلاً نقدياً للجدل الدائر في البلدان الإسلامية نتيجة استخدام التكنولوجيات الطبية الجديدة مثل الاستنساخ وزرع الأعضاء والتخصيب الاصطناعي، ويتناول مستويات عدة دينية وقانونية وسياسية، حيث يقارن مواقف السلطات الدينية المعاصرة والتقليدية، والقوانين السارية في البلدان الإسلامية ومواقف وسلوك السكّان والأسر والأفراد، مسلّطاً الضوء على الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية.


صدر عن مركز "مغارب" في الرباط كتاب "ثغور المرابطة، مقاربة ائتمانية لصراعات الأمّة الحالية" للمفكر المغربي طه عبد الرحمن، وفيه يتأمّل ثلاثة صراعات أساسية راهنة قد تقضي في نظره على مفهوم "الأمة". وهذه الصراعات هي "الصراع الإسلامي الإسرائيلي"، و"الإسلامي الإسلامي" و"العربي العربي". تناول الكاتب هذه الصراعات من خلال "النظرية الائتمانية" الأخلاقية؛ حيث تطرّق صاحب "سؤال العنف، بين الائتمانية والحوارية" و"الحداثة والمقاومة" أيضاً إلى جوانب من تاريخ الأمّة السياسي وقيم التداول الإسلامي العربي.


تصدر عن دار "جداول" هذه الأيام ترجمة كتاب "الامتلاك أو الوجود، الأسس النفسية لمجتمع جديد" لعالم النفس والفيلسوف الألماني الأميركي إيريك فروم، بترجمة حميد لشهب. هذا الكتاب هو آخر ما صدر لفروم قبيل رحيله، ووضع فيه رؤيته لكيفية العيش بين نزعتي الامتلاك وضرورة التمتّع بالقدرة على الاستغناء. وفي نظره، فإن تحرّر الإنسان المعاصر يكمن في مقاومة نزعة الاستهلاك المادية والفكرية التي تحوّل المرء إلى إنسان بليد عاجز عن التفكير وأسير حاجاته الوهمية، حيث تصير الأشياء هي من يملك الإنسان بدلاً من أن يملكها.


عن "دار هومة"، صدر حديثاً للأكاديمي الجزائري محمد لحسن زغيدي كتاب "النضال الوحدوي بالمغرب العربي من النجم إلى طنجة 1926 - 1958"، وفيه يتتبّع مسار فكرة الاتحاد بين دول المغرب العربي بدءاً بتأسيس "حزب نجم شمال أفريقيا" في الجزائر عام 1926 وصولاً إلى أوّل مؤتمر للأحزاب المغاربية، جمع كلّاً من "جبهة التحرير الوطني" من الجزائر، و"حزب الاستقلال" من المغرب، و"الحزب الدستوري" من تونس في مدينة طنجة المغربية عام 1958. يعتبر زغيدي أن عناصر الوحدة، التاريخية والجغرافية والثقافية، متوفّرة في المنطقة أكثر من أيّ مكان آخر.


صدر حديثاً عن "بنغوين" كتاب "مجنون سيئ وخطر أن تعرف آباء وايلد وييتس وجويس" للناقد الإيرلندي كولم توبين. يتتبّع العمل حياة ثلاث شخصيات مؤثّرة في الثقافة الإيرلندية: المؤرّخ وليام وايلد (1815 - 1876) والكاتب والرسّام جون بتلر ييتس (1839 - 1922)، والباحث والمنظّر جون ستانيسلاوس جويس (1849 - 1931)، وعلاقتهم المعقّدة بأبنائهم الثلاثة على التوالي: أوسكار ووليم وجيمس، والتي غلبت عليها الكراهية والخلافات. لكن المؤلّف يكشف أنه رغم ذلك فقد تابع كلّ ابن مسار أبيه في مقاومة الهيمنة الثقافية الإنكليزية على بلادهم.


صدر حديثاً عن "بيت الحكمة" و"دار العربي" كتاب "مختصر تاريخ الصين" للمؤرّخ الأميركي مايكل ديلون بترجمة نانسي محمد. يعود العمل إلى أكثر من خمسة آلاف عام من عمر الحضارة الصينية، ليرصد بدء علاقاتها مع الهند والمنطقة العربية ثم مع أوروبا، وكيف ساهم هذا التاريخ الطويل في بناء الهوية الوطنية والشخصية الصينية وعلاقتها مع النهضة المعاصرة لبكين التي جاءت بعد قرون من التفكك والنزاعات الداخلية بين الأسر الحاكمة ثم وقوعها تحت الاحتلالين البريطاني والياباني قبل توحدها واستقلالها في منتصف القرن الماضي.

 

المساهمون